حكاوي_ريفيه (005) ..حكيم الباديه.. علي سعيد السومحي

حكاوي_ريفيه (005)
حكيم الباديه.. علي سعيد السومحي
أخبار دوعن / محمد حسن الحسني
(1)
حكيم البادية , وشاعر سيبان الاول , الشاعر علي سعيد باسومح السومحي المولود في قرية بريرة الحصن عام 1918م .. حكاية من حكاوي الارياف الجميلة سطرها شعرا جميلا اتسم بالحكمة والغزارة في المعاني والبلاغة في الالفاظ …. ابيات اشعاره تميزت بسهولة وصولها الى اذن السامع وجمال محتواها فاستحق ان تكون له مكانته في اوساط شعراء العاميه الكبار وكبير حكمائهم..
(2)
نشاء حكيم البادية يتيم الابوين فكفله اعمامه , احب قريته (بريرة الحصن) كثيرا لذا عندماغادرها للعمل في المملكة السعودية, واتيحت له فرص كثيره للبقاء والاستقرار في جده , لم تعجبه الفكرة كثيرا ,وفضل العمل هناك لاجل العودة لا البقاء طويلا, لذا عندما اتيحت له فرصة مغادرة موطن اغترابه فعل فعاد الى المكلا بداية الستينات للعمل هذه المره في احد مطابعها والبقاء فيها وتاسيس مستقبله ومستقبل اولاد في الخيصة الساحرة من اجل ان يكون قريبا اكثر من معشوقته وقريته التي عشقها واحبها ….
كان يقضي ايام عمره متنقلا بين موطن اقامته(جده ) ثم (المكلا) .. ومكان عشقه (بريره الحصن ) ولان الاخيره هي عشقه وحبه الابدي فكانت اخر عهده بها ووافته المنيه فيها ودفن في ترابها في العام 2016م…
(3)
احب الشعر منذ نعومه اظافره , فعندما كان بعمر التاسعه او العاشره , كان يحمل على الاكتاف ليوصل صوت كلماته للزامل واضحا رنانا…
كبر وكبرت معه موهبة الشعر .. كبر الشعر به وبالشعر كبر في نفوس متذوقي الشعر العامي ومحبي الشعر الجميل .. قضى مايربو على ثمانين عاما في احضان الكلمات الجميلة القادمة من نفس عاشق محبا له .. لايقول شعرا والسلام بل كان يختار كلماته بعنايه واهتمام , لم يجرح احد, ابتعد عن التعنيف والقسوة في مساجلاته الشعريه مع كبار شعراء العاميه فكان الوحيد من شعراء هذا الفن تميزا بهذه الصفه ..
تبارى مع الكثير من كبار شعراء العاميه ممن عاصروه كالشاعر احمد محمد باقديم و حسن برجف وبن يسلم و باصره ويسلم باقص وعوض باجحيش وكرامه الحضرمي وغيرهم كثير ..
(4)
اشعاره تحكي كما اسلفنا حكما ومعاني غاية في النبل والجمال , بيوت قصائده اتقن بناؤها على نحو من التناسق و الابداع فكانت جميلة المنظر تغري السمع وتشد القلب اليها شدا
عن حب الوطن يقول:
قلبي في الاوطان حب … لوما معي مدين حب
وان بانكل تمر اللثب ماشي علي جرسه وعار
وعن اهمية العلم والحث علئ طلبه يقول
الجهل هدام البناء والساس … والعلم نور الدرب والمصباح
وانك منقش في النظر لاباس … عادك درس لا تقول زامي راح
وعن حقيقة المال ينشد :
المال ميال دون الجبر ذي مايميل
ويقول ناصحا :
يابن ادم حسب وسع لنفسك وضيق …… حيث لاحيث ماينفعك عمك وخالك
لاتلوم على حطاب والا مفلق …………..قبل تنظر فعال الناس عين فعالك
ذي يحنقك لاجبته لغيرك يحنق ………. والحنق ذي بلا عمده يشابه ظلالك
والمغرب يغرب والمشرق يشرق …….. خف لك واختلف والعافيه راسمالك
وايضا :
ما باتحصل عود يعجب في القرض لا مالقى دخان بايلقي شرار
ولا في الغربان بتحصل بيض وحرام يحرم لو تدور له دوار
وايضا :
باكل على فاقه وبشرب عا ظمى ….. والنوم عا سلقه يقع والا فراش
ماهو مهم لاسرت عا درب السوى …. ولحقت رقاع السقية والقماش
وان باهتف باقول للذيب العمى … لا يشوف طلياني ولا يشوف الكباش
(5)
كار سيبان محزن والقمم والشوابي ….. عا علي السومحي مولى الصفات النبيله
والقوافي نعت ذاك الحكيم العرابي ….. والكلم والمعاني والبيوت الجزيله
ولقد حزن برحيلك ايها الشاعر الحكيم (كار سيبان ) رمز القبيلة التي تنتمي اليها ,ومعه حزنت كل القمم حواليه , حتى البعيدة عنه, لكن ماذا يجدي حزنك ايها (الكار) الاشم …فالرحيل سنة لايجدي الحزن معها نفعا ولن تقف العيون الدفاقة دمعا كالدم حائلا بين احد وبين مغادرته ارض الفناء الى موطن الخلود …
رحلت جسدا لكنك تركت فكرا متمثلا بكم كبير من المعاني التي لاتموت بل تبقى لانها قيلت لاجل البقاء طويلا في نفوس محبيها اليوم وغدا …
رحمة الله تغشاك ايها الشاعر الحكيم .. وغفر الله لك وجعل الجنة ماوئ لك …
تجدر الاشارة الى ان ابنه الشاعر سعيد علي السومحي قد جمع اشعاره ورتبها واصدرها في كتاب اسماه (ديوان شاعر سيبان وحكيم البادية ) الجزء الاول سنة الاصدار 2017م..
كما احب ان اشكر المقدم والعم ناصر السومحي الذي اهداني نسخة من ذلكم الديوان…