مقالات وكتابات رأي

التنويم المغناطيسي حقيقة علمية أم خرافة ؟

التنويم المغناطيسي علم قائم بذاته حاول القدماء إخفاءه عن عامة الناس ،وأقنعوهم بقدرات شفائية يمتلكها الكهان وكبار الأطباء في ذلك الزمان ،لقد خضت غمار هذه التجربة وتعمقت كثيراً في هذا العلم الذي شدني كثيراً،وقرأت عنه عشرات الكتب والابحاث ،وحان وقت الاختبار فنجحت برغم صعوبة العملية وقمت بتنويم أكثر من شخص.

ورأيت العجب العجاب في هذا العلم ،طبعاً بعد خبرة في هذا العلم كفضول علمي فقط لأكثر من عشر سنوات،الذي وللأسف الشديد رأيت فتوى لمجمع العلماء بتحريمها وأنها من أنواع السحر والشعوذة ،وهذا هو سبب جهلنا وتخلفنا ، دخلت في جدال عقيم مع متشدد متعصب لكل فتوى يجمع عليها العلماء ، وكأنهم ملائكة لا يجوز الإعتراض عليهم وخاصة في العلوم العصرية والمستجدة ،ولكن دون فائدة فقلت له : انا خريج جامعة وحاصل على بكالوريوس دراسات اسلامية ،وقرأت عشرات الكتب بالعقيدة ،وكلام يطول شرحه،وزبدة الموضوع نعيش جهل مركب بكل العلوم حولنا ،فصرنا إلى الحضيض وإلى الدرك الأسفل من الجهل والتخلف، وقادتنا أمريكا وأوروبا بآذاننا صاغرين فعندهم علوم الأرض والفضاء والتكنولوجيا والقوة العسكرية ،ونحن نعيش في القرون الوسطى نتناحر ونتقاتل في ما بيننا، والله المستعان .

وأول من أظهر هذا العلم للعلن هو الدكتور فرانز ميسمر الذي عاش في القرن الثامن عشر ( 1815- 1734) وهو فيزيائي نمساوي وسمي التنويم باسمه الميسمرية ،واطلق هذا المصطلح بهذا الاسم ( التنويم المغناطيسي) في زمن الجراح الاسكتلندي جيمس برايد ،ولازال هذا المصطلح إلي يومنا هذا وليس لهذا العلم علاقة بالسحر ولا بالشعوذة لا من قريب ولا من بعيد.

ولكي أبسط للمثقف والقارئ معنى التنويم (( هو حالة من النعاس يحدثها المنوم بإ يحاءات وكلمات رتيبة وصوت يقرب للهمس ،أو جسم لامع يجعلك تحدق به لوقت معلوم ،فرويداً رويداً حتى تدخل بنوم عميق دون شعور منك ولا مقاومة )).

إذاً فسر التنويم في قوة الإ يحاء ولابد من المنوم أن يكون ذو شخصية قوية ونافذة ويتمتع بهيبة ورجاحة عقل ،وأن يحفظ كل كلماته التي يخرجها للوسيط أو المنوم وأي خطأ ولو كان بسيط قد يؤدي بحياة من تنومه وتتحمل حماقة تصرفاتك الهوجاء.

ونذكر مثالاً لذلك قمت بتنويم شخص ودخل في مرحلة التنويم العميق وهي الدرجة الثالثة فأوحيت له أن لا يسمع إلا صوتي ولا ينفذ إلا أوامري، ثم طلبت من أحد الحاضرين أن يكلمه ويصرخ في وجهه ؟!! ولكن لاحياة لمن تنادي لم يسمع ولم ير أحداً سواي !!!! ثم أوحيت له أن فمه سيغلق ولن يستطيع فتحه إلا عندما يأتي الأمر مني ،ثم جعلته يصحو من نومه …فقام من نومه متعب شاحب الوجه ولم يستطع فتح فمه أبداً ،،عرفت أيها المبتدئ …إن أي علم إن لم تتقنه وتتعلم كل أسراره سيكون مصيرك الفشل وعواقبه وخيمة …ثم نومت الشخص مرة أخرى وأوحيت له بفتح فمه وأن جسمه عاد كما هو نشيط وقوي ولا خوف عليه.

حالات كثيرة قمت بتجربتها منها البكاء المستمر والضحك وكيفية رفعه لذراعه ثم لا يستطيع إنزاله ولو كانت قوته قوة فيل ،ومنها حالة لقريبة لي كانت تخاف الظلام خوفاً عجيباً ،فنومتها مغناطيسياً على مشهد غفير من أفراد أسرتها ،وكيف أنني أوحيت لها بعدم رؤيتهم ولا سماع صوتهم وكيف صرخوا في وجهها ولكن لا فائدة ؟!!!!!!
وكيف جعلتها تبكي عندما أوحيت لها بأن صديقتها فلانة ماتت الآن؟!!! وكيف حملت كرسي كبير بإصبع واحدة ؟!!! حتى أتهمت في نهاية الجلسة بالسحر في ذلك اليوم الذي لم ينسوه أبداً.

هذه عينات واقعية بالدليل والبرهان… لم نقل قرأت أو قيل ،بل أنقل لكم تجربتي الخاصة من أرض الواقع …فلا سحر ولا شعوذة فيها ،ولكن بعض مثقفينا هداهم الله ينقصهم العلم واللحوق بركب التطور ومعرفة أسرار ومزايا وخفايا كل علم ،أذكر مرة قمت بتنويم ديك في دقيقة واحدة ومثبت بالفيديو معي وليس في الأمر تدريبات ولا تمارين وإنما خفة يد ومعرفة سر الخط الطويل الذي تعمله أمام الديك أو الدجاجة ،ولا أخفيكم سراً فلكل شخص قوة مغناطيسية دعنا نسميها هكذا أو بالأصح طاقة خفية تخرج منه هي التي لها سر التأثير على الغير أو قرآءة الافكار أو معرفة بعض الأحداث فجأة.

لهذا بدأ الغرب يدفع المليارات ليعرف خفايا وأسرار هذه العلوم وبالفعل نجح نجاحاً ليس له نظير ولازال يحتفظ بالكثير من الملفات والوثائق السرية والأبحاث في هذه العلوم وغيرها .

بقي أن نقول ليس كل شخص نستطيع تنويمه فمن لم يكن عنده الإستعداد الكامل والقناعة لا أحد يستطيع تنويمه أبداً ،إلا ساحر مشعوذ يستخدم الجن باسم هذا العلم الذي هو برئ منه برآءة الذئب من دم ابن يعقوب.

فقد أثبتت دراسات وأبحاث في هذا الشان أن حوالي 10% من الناس لا يستجيبون لعملية التنويم ، وأن نسبة 5% إلى 10% يدخلون في نوم عميق من التنويم المغناطيسي .

ومعلوم أن التنويم المغناطيسي يعالج الكثير من الأمراض كالخوف والإدمان على التدخين وبعض الحالات النفسية ،وغيرها من الأمراض الأخرى ،وبإمكانك عند تنويم أي شخص أن تعود به للماضي وتجعله يتذكر كل الأحداث تقريباً التي مرت عليه وخزنها العقل الباطن ،بل وتستطيع أن تجعله يكتب وكأنه في الصف الثالث إبتدائي ويتصرف وكأنه طفل صغير، رغم الذي قمت بتنويمه يبلغ من العمر عشرون عاماً .

حالة التنويم تحصل لكل شخص سواء علم بذلك أو لم يعلم فهو يدخل في بعض حالاته في الدرجة الأولى من التنويم تلقائياً ودون شعور منه، وسنأتي بمثالين فقط لتوضيح ذلك من واقع حياتنا .

عندما تكون خطبة الإمام ركيكة وصوته خافت، وأنت تنظر إليه دون حركة ودون كلام فهنا أنت تنام وتصحو وتحاول أن تضغط على نفسك لأن النوم يغلبك …هذه تعتبر حالة من التنويم المغناطيسي، فالإمام لا شعورياً يقوم بتنويم الكثير ممن هم في المسجد في أولى مراحل التنويم ،والمستمع يقوم بدور الوسيط فقد تكفل بكل الشروط التي تجعله ينام ،الصمت والهدؤ وعدم الحركة وتثبيت النظر ، والإستماع لكلام الإمام وهكذا …

المثال الأخر استغراقك لفلم أو قرآءة كتاب فسرعان ماتجد الكتاب يسقط من يدك لأن كثرة الإستغراق في المساء وعند وجود ضوء خافت ،ولا أصوات تسمع ،وفي وضعية ثابته تجعلك تنام سريعاً ،وهذه درجة من درجات التنويم المغناطيسي ويسمى ( بالتنويم الإيحاء الذاتي) .

فهذه لمحة خاطفة عن خفايا التنويم المغناطيسي والذي أثبتنا فيه أنه يعتمد على الإيحاء والكلمات وقوة شخصية المنوم وخبرته وفراسته وحنكته ،عندما تواجهه عقبة أو مشكلة طارئه عند تنويمه للوسيط،وأثبتنا أيضاً أنه لا وجود للسحر ولا للشعوذة في التنويم بالإيحاء وإنما هو علم قائم بذاته له متخصصين ومبدعين يجيدون استخدامه .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى