مقالات وكتابات رأي

سيميائية الارهاب ..

في وقتِ مضى كان نشرُ الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتمَ السلام يحدث زلزالاً عظيماً من دول شرق آسيا الإسلامية إلى المحيط الأطلسي، وكنّا آنذاك ونحن نعيش تلك الروح اسلامية والانتماء العظيم لهذه الأمة، نشعرُ بمقتٍ شديدٍ لأولئك الذين ينشرون تلك الصور، أو يؤيدون نشرها. واليوم باتَ الأمر مغايرا بكل حال لتلك الارهاصات التي دار في خلدنا أنها تعيد لملمة شتاتِ الأمة وجمع شملها.
فلاتكاد عيناك هذه الأيام تخطى رسوماً كريكاتوريه لأشخاص يسدلون لحاهم، ويلبسون ثياباً بيضاء قصيرة، ويحملون خناجر وسكاكين ومتفجرات وأسلحة مما يخطر لك ومما لايخطر لك على بالٍ.
ويكتفي ناشرُ الصورة أو مروجوها بالقول أنها (لتنظيم الدولة) (#داعش) ويكتفي بهذا كمبرر لنشرها وترويجها. ثم هي في دلالتها السيميائية تحمل كل صنوفِ التهكم والسخرية. ليس بشكل مباشر من دلالات متجذرة في الدين الاسلامي. وهكذا إذا تجاوزنا اللحية والثوب القصير فإننا سنجدُ أنفسنا في مواجهة السخرية من المعتقد.
هل هذا مبررٌ للتعاطف من تنظيم شديد الفتك والخصومة؟ نقول لا، ولكن لنترفق بأنفسنا وبديننا قليلاً. ولنحصر دائرة الخطأ في ركن صغير جداً. لأن التعميم آفة عظيمة. قد تحدو بأجيال قادمة لاستنكاف بعض المبادىء السمحة. والأصول الثابتة التي شوهها أولئك.
ولعلك تدرك أن هذا الأمر شائكٌ جداً ومتداخل، بحيث تحتاج إلى نظر دقيق في الفصل بين المبادىء الإنسانية العامة التي تقرها كلّ الديانات والأخلاق والمثل منذ عهود الإغريق. وبين الحفاظ على الصورة النقية الطاهرة للإسلام كدين سلام أممي يتجاوز حدود الجغرافيا والأعراق لينير أركان الأرض بنور الله تعالى. (والله متمّ نوره …….)

اترك رد

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

زر الذهاب إلى الأعلى