أخبار وادي دوعندوعن الآنمقالات وكتابات رأيوخزات

دوعن .. بين نهج البناء والتعمير وجزاء التفخيخ والتفجير

هكذا تبدو دوعن المديرية الهادئة المترامية الأطراف وعلى غير العادة مسرحا
تحتضن حواضرها فصلا من فصول العنف المسلح.

لا لذنب اقترفته ، ولكن هي الأقدار ساقت وادي الجمال وناسه البسطاء ليكونوا
شاهدين على دورة جديدة من العنف ، تقضّ مضاجعهم ليلا فيستيقضوا على أصوات
الانفجارات وزخات الرصاص مبددة سكون وسكينة الوادي الجميل

لم يشفع لدوعن ما بذلته ويبذله رجالاتها من خير وعطاء عمّ الساحل والوادي ووصل
إلى أقاصي حضرموت شرقا وغربا

عطاء وبذل من أجل النهضة والتعمير ، يشاد به هناك صرحا للعلم ويداوى منه هنا
مريضا ويواسى به محتاجا من غير أذى ولا منّة على أحد

لكن جزاء الإحسان على ما يبدو قد تبدل من شكر وتقدير إلى قتل ونهب وتدمير!

هكذا يعيش الوادي ، في جو غاب عنه صوت العقل والعقلاء وحكم فيه صوت الرصاص
ولغة الدم والأشلاء ، إحراق وتفجير واختطاف ونهب تحت تهديد السلاح انتهاء بسفك
الدم الحرام في وضح النهار كلها عناوين عاش الوادي أحداثها المرعبة والمؤلمة
بغير حول منه ولا قوة.

لم يعد من حق الأهالي أن يرتادوا بعض المتنفسات وأن يتجاوزوا بعض المحددات،
فأصبح للغرباء في بيتنا رسم وحدود، ولهم فيه حق وحقوق فرضتها لغة القوة ونبرة
الإستعلاء بل والإستعداء لكل من يخالف النهج ويحيد عن الدرب.

هي حرب غير معلنة بين ثقافتين متباينتين : إحداهما تتبنى لغة السلام والأخرى
تحترف لغة السلاح.

أحداث دوعن سيدونها تاريخ الوادي الجميل بعد أن كتبت فيه فصلا من فصول الزمان،
وسيظل أهله البسطاء ينظرون بذهول ويسألون من حولهم : هل جزاء الإحسان إلا
الإحسان ؟

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى