أخبار وادي دوعندوعن الآنمقالات وكتابات رأيوخزات

فلتتقي الله فإنها المهنة…

ذهبت قبل ايام لزيارة احد الاشخاص الذين اعرفهم من بعيد وكان مريضا منذ فترة والذي اخبرني بهذا الرجل هو احد الاصدقاء فذهبنا اليه من باب زيارة المرضى الذي اعتدنا عليه وكانت من اغرب الزيارات لي.
رحب بنا الرجل الطيب وسألناه عن حالة وهو من ذووي الدخل الممتاز حسب مااخبرني صديقي وتبادلنا اطراف الحديث وبعد برهة من الزمن التفت الينا الرجل وهو يقول ولسانه اقرب الى البكاء وقال بعد نفس عميق وباللغة الدارجة (كل ماحصل لي بسبب تعراض المتعرضين)استغربت منه وقلت له ياعم اراك بصحة جيدة وهذا جسدك فما القصة.
قال بعد نفس آخر ياولدي انا مصاب بالسكري واصبت بجرح في قدمي واستدعيت احدى الصيدلانيين في المنطقة من الذين اثق بهم الى درجة كبيرة واخبرني ان الجرح بسيط ولكن سنزيل بعض اللحم من اجل إبعاد الضرر لكي لايصل لباقي القدم فقلت له ياولدي هل ترى ان هذا مناسب ام سأذهب للمكلاء من اجل التأكد فقال لي لاتخف الا تثق بي فقلت توكلنا على الله.

بدء بإزالة اللحم حول المنطقة المصابة وظل يتردد علي لأيام ويصرف الأدوية تلو الادوية لي واستدعى صديق آخر له وجاء الآخر وازال جزء من اللحم وانا صابر وواثق بإنتظار العافية وهو كل يوم يقول لقد اصبحت افضل ومرت اكثر من اسبوعين ولم يتحسن الجرح بل إزداد فخفت وذهبت للمكلاء وبعد وصولي استرحت وفي الصباح استيقظت ووجدت بأن رجلي قد تورمت ورما بليغا
فذهبت للمستشفى للطبيب المختص فقال لي من اللذي فعل بك كل هذا فحكيت له القصة كاملة وقد انزعج كثيرا من هذه الحادثة ووبخني كثيرا وقال لي (كيف تثق بمن لايفهم)فقلت له الان انا في الامر الواقع فعملنا الفحوصات اللازمة واخبرني ان هذا الجرح يحتاج السفر الى الخارج بسبب ضعف الإمكانيات في بلادنا فأنصدمت مما قال فأنا اريد الشفاء من هذه البلوى وكلي ثقة بالله بالشفاء وحزمت امري وتوكلت وذهبت لدولة الاردن بسبب نصح الأطباء لي.

وذهبت وهناك جلست مدة لابأس بها بسبب ان هذا الجرح ليس بالهين حسب ماقال لي الاطباء هناك وانني اذا تركته لكانت العواقب وخيمة والحمد لله انهيت العلاج هناك وعدت الى الوطن وتابعت العلاج وانا الان بصحة افضل ولكن يااولادي اياكم من هؤلاء الاشخاص الذين لايقدرون قيمة الإنسان ويسعون وراء المال فقط فهؤلاء هم بلوى على المجتمع.
وخرجنا من عند الرجل بعد ان ودعناه متمنين له الشفاء وانا وصديقي مستغربين من هذه القصة التي حدثت في هذا القرن وقلت في نفسي مااللذي كان يدور في رأس ذاك الصيدلاني ومن حسب نفسه وهو اكثر من يعرف ان لكل شخص اختصاصه وكيف سمحت له نفسه بالسعي وراء المال بتضييع حياة المرضى.
وامعنت كثيرا كيف لو ان الرجل المصاب كان من ذووي الدخل المحدود وممن لايملكون شيئا كيف سيفعل حسب ظني انه لن يستطيع فعل شي وانا الححت على الرجل من اجل اخباري بإسم الصيدلاني ذاك ولكن قال لي انه قد استدعاه بعد ان عاد من الأردن ووبخه كثيرا واعتذر منه واقسم ان لايدخل في امور خارج نطاق اختصاصة .
من هنا انادي وبصوت هذا الرجل الى كل من يعمل بهذه المهنة الشريفة والتي هي من اشرف المهن الاوهي مساعدة الناس ادعوه الى ترك كل امر لأهلة فذلك خير للمجتمع وتحية لكل من يزوال هذه المهنة فهو اشبة بالملاك….

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى