هؤلاء هم من نفتخر بهم
ماذا عسى يخط قلمي عن هامة تستحق كل تقدير وأحترام ؟!!!
إنه الطبيب عبدالله أحمد بارشيد ،الملقب باقديم الحائز على دبلوم عالي تمريض مهني، ولكنه يعدل بألف طبيب فخدماته ليس لها حدود في خدمة الجميع وفي أي وقت وساعة ، لا يعرف التبرير ولاوقت للراحة والخلود للنوم ، فما أن تناديه في ساعة متأخرة من الليل حتى يهرع إليك، والإبتسامة تعلو محياه ، ويفتح مشفاه الصغير بقرية الحيسر م / دوعن والذي يضم صيدلية ومختبر وغرفة ترقيد ثم يبدأ عمله كالنحلة متنقلاً لمفرده مابين الصيدلية لصرف الدواء والذهاب للمختبر لفحص العينات ، ولحظات ويشرف على غرفة الترقيد ،فهو لايكل ولا يتذمر …
فوالله لم أرى وأسمع بمثله ويكاد يكون هو والطبيب المهني بمنطقة رأس حويره الأخ سالم باعوبث السيباني، المعروف بلقب أبو أحمد السيباني ، يشكلان العمود الفقري لهذه المناطق المحرومة من الخدمات العامة، كلا يعمل بمنطقته وما حواليها…
مزايا هذا الرجل ليس لها سقف معين ، فهو في الصباح مداوم ومدير لمستوصف لبنة، وبعد العصر في مشفاه الصغير ،حيث يستفيد من خبرته وتجربته ، أكثر من 15000 مواطن من قرى مختلفة، علماً أنه تم توظيفه عام 1993م وهاهو كالنحلة نمتص منه رحيق العافية بإذن الله …
إن سألت عن دماثة أخلاقه وتواضعه ،فليس لها مثيل، وأسأل الركبان والقوافل البشرية، التي لا يهدأ موجها، كأنهم زرافات زرافات ،يقدم كل مايستطيع لخدمة هذا المواطن الذي أثقله المرض والدين …
فالطبيب عبدالله باقديم ،عملة نادرة ،وجوهرة فريدة في هذا الزمان ،فوالله لم أعطه حقه من الثناء والعرفان والشكر، ولكن خط قلمي نقطة في بحر جوده ومعروفه ….
فمثل هؤلاء الرجال فلتلد النساء ، هو تاج فوق رؤوسنا لأن خدماته عظيمة الأثر، ولا ينكرها إلا جاحد أو ناكر للمعروف ، فمن لا يعرف باقديم؟!!!! ذلك الطبيب المتواضع، الذي يجوب القرى والبوادي ،لتطعيم أطفالنا وفلذات أكبادنا ،وهو المرابط في مشفاه الصغير المتواضع وهو المدير والطبيب في مستوصف لبنة …
فألف شكر وتقدير لهذه الهامة النادرة ،والجوهرة الفريدة ، فنأمل من جيلنا الصاعد أن يحذو حذوه ويسير على دربه ،
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ويكفينا قول الشاعر :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه **
لا يذهب العرف بين الله والناس**
والله من وراء القصد .