العم سالم باعويضان ( ابن عمر ) رحلة كفاح يومية في خدمة التعليم

العم سالم باعويضان ( ابن عمر ) رحلة كفاح يومية في خدمة التعليم
كتب / يوسف باسنبل
دائما مايتوارى كثيرون بعيدا عن الأضواء وفلاشاتها ويقومون بأعمالهم على أكمل وجه … هنالك من أعطاهم الله المال لينفقوه ولكن البعض يضحي بوقته وصحته وهذا يعتبر من باب الإنفاق وهناك في ثانوية الفقيد حسين بن محمد البار بالرشيد وادي دوعن لازال الرجل السبعيني المسن العم / سالم عمر باعويضان ( ابن عمر ) يقوم بعمله في تنظيف الثانوية منذ ساعات الصباح الباكر دون كلل ٍ أو ملل يملأ صرح الثانوية حركة تشع ُّ نظافة ولايهدأ مثل النحلة .
العم سالم عمر باعويضان المولود بقرية الرشيد عام 1943م حُرم من التعليم ونشأ أمّيا لايجيد القراءة والكتابة لإن التعليم آنذاك كان مخصصا لفئة معينة من الناس ولم يكن مفتوحا للجميع لكن ذلك لم يمنعه من خدمة التعليم فكما يقول أنه سعيدا بخدمته للتعليم من مكانه هذا بعد أن حرمته الظروف القهرية من الحصول على حقه شأنه شأن أي مواطن لكن العم سالم باعويضان سعيدا بعمله الذي يتقاضى عليه راتبا من المشائخ ال بازرعة ويبدأ عمله منذ السادسة صباحا وفي بعض الأحيان قبل هذا الوقت … العم سالم من حقه أن يحلم بوظيفة تؤمّن له حياة كريمة وهذا حق ٌّ مشروع لكن الوظائف ذهبت لمن لايستحقها من ذوي النفوذ وتركوا ابن عمر وأمثاله تطولهم غياهب النسيان جاعلين
بينهم وبين الوظيفة أحلاما يصعب تحقيقها ومع هذا يظل ( ابن عمر ) يمارس عمله دون التفكير في هذه الوظيفة لأنهم سيقولون أن قطار العمر قد فاته .
العم سالم باعويضان وأمثاله حري ّ ٌ بالجهات المسؤولة من رأس هرم التعليم بمحافظة حضرموت والمديريات أن تلقي نظرة لأمثال هؤلاء وأن يكون لهم نصيبا من التكريمات التي تقام … تكريم يليق بهم فالشهادات والدروع قد لاتترك أثرا في نفوس هؤلاء مع أن التكريم المعنوي أقل ما يمكن تقديمه لهم ونحن لانشك إطلاقا في تجاوب المعنيين لتحفيز من يقفون وراء خدمة التعليم والمتعلمين … تكريمهم واجب قبل أن يأتي يوما ويصبحون مجرد ذكرى تدق في عالم النسيان .
مصدر الصورة : عبدالله مقيص