متى ينطلق .. قطار الاعمار ؟

متى ينطلق .. قطار الاعمار ؟
بقلم / سالم عوض العامري
تشكل المناطق المحررة – بعمقها الجغرافي والسكاني – الحاضنة السياسية
للشرعية -وهي الأرض الصلبة التي تستمد منها قوتها -التفاوضية وشرعيتها
الدستورية -لهذا فهي بحاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى-إلى حزمة من
المسرعات الاقتصادية -وسلة من المحفزات الخدمية التي يرى الناس انها قد
تأخرت عن موعدها -خاصه وأنه قد مضى وقت كاف على – إعلان حاله الطوارئ –
وعلى المرحلة الانتقالية من حاله الحرب إلى حاله السلم – لذلك فإن أي
تأخير في إطلاق قطار الأعمار – اليوم -وليس -الغد – سيؤدي – الى انهيارات
– مخيفه -مما سيفقد – الشرعية -بريقها-وشعبيتها – إلتى ستتضاءل
وتتلاشى-كما جرى في حاله الوحدة المغدورة 00 قد يقول قائل ان الانفاق
الباهض على فاتورة المجهود الحربى هو الذى ينبغي له ان يحتل الأولوية في
المرحلة الراهنة – مما يستوجب تأجيل فعاليات الاعمار والبناء – الى ان
تتمكن الحكومة الشرعية من بسط نفوذها على كامل التراب اليمنى -وبقدر ما
يحمل هذا الطرح من اهميه – الا انه لا يعدو كونه ذريعة مكشوفه للتسويف فى
اطلاق قطار الاعمار -الذى لا تقل اهميته عن اعباء المجهود الحربى -خاصه
وان امال الحل السياسي اخذه – في التضاؤل – وان مبادرة المبعوث الاممي –
توشك ان تلفظ انفاسها الأخيرة مما ضاعف من هول المعاناة في المناطق
المحررة التي بلغت مستوى يفوق قدره الناس الطبيعيين -على تحمل انهياراتها
المخيفة – والتي اذا ما استمرت على هذا المنوال فأنها قد تفرخ ازمات غير
محسوبة قد تزيد من تعميق الهوه بين الأغلبية الساحقة من الناس والحكومة
الشرعية 00 وفى اطار هذا السياق -خاصه – في اطار العلاقة الجدلية -بين
السلطة – والجماهير – لابد من الإشارة الى قضيه على قدر كبير من الأهمية
– وهى تتعلق بصناعه القرارات الجمهورية -السيادية -اذ يعيش الشارع
السياسي في الاونه الأخيرة -صدمه وجدانيه – وخيبه امل كبيره – من بعض
القرارات الجمهورية – خاصه القرارات الأخيرة – في الهيكل القيادي –
لوزارة الاعلام – التي شملت نحو 11 وكيلا ومستشارا- يعيش اغلبهم خارج
الوطن فيما تجاهلت الرئاسة اليمنية – كفاءات وطنيه – ابت الا ان تعيش
المعاناة مع الناس – في ظل ظروف الحرب – والحصار – وويلاتها الكارثية –
الممزوجة بالخوف وألفاقه والدم والاشلاء – مما يقتضى – من الحكومة –
ضرورة ترميم هذا الشرخ الإنساني وهذا الجرح الغائر من خلال اعاده
الاعتبار – لفرسان الكلمة -وصناع الحقيقة واعطاء كل ذي حق حقه دون مماطله
او تسويف 00 لاشك ان الحكومة الشرعية – اليوم على المحك – ومن المعلوم
انها تقف وجها لوجه امام تحديات كبيره وخيارات -صعبه- فى ظل ميزانيه
الحرب المحدودة الا انها مطالبه ببذل اقصى طاقتها في الاداء – والمهنية
السياسية والقرارات الرشيدة – اذ ينبغي اول ما ينبغي بان يكون – الانسان
المطحون – هو هاجسها الاول والاخير -من خلال العمل المكثف لرفع معاناه –
الكهرباء – والصحة – والامن وتدهور العملة والغذاء والدواء – لذا يتحتم
عليها الجمع العقلاني بين المجهود الحربى والاعمار – من خلال اداره هذه
الملفات بصوره متوازية – ومتوازنة – مع الاخذ بعين الاعتبار اتساع رقعه
الاداء العسكري الراهن – وتبعاته المادية والبشرية والذى يلقى بطبيعة
الحال بظلاله وبالمزيد من الاعباء الوطنية عليها – الا انه لا يعفيها -من
اشعال الكهرباء – وتوفير اللقمة النظيفة – والمشرب النظيف – والحياه
الأمنه الكريمة – لكل الناس – فورا -وعلى وجه السرعة – دون أي ابطاء او
تأخير – ومن دون أي حجج او معاذير – في كل انحاء الوطن – وعليه فنحن
نترقب قرارات حكومية قويه – عاجله – مشفوعة بكم كبير من المسرعات
الاقتصادية -والمحفزات الخدمية .. فقد وصل السيل الزبى -والناس على امل –
وفى رجاء ..في انطلاق قطار الاعمار .. فقد طال الانتظار 00