أحمد باجنيد.. ندوة الوفاء
أحمد باجنيد.. ندوة الوفاء
بقلم/عائض الردادي
انتقل إلى رحمة الله فجر الجمعة 22/4/1438هـ، 20/1/2017م الشيخ أحمد بن
محمد باجنيد عميد ندوة الوفاء في الرياض الذي وفقه الله لرعاية ندوة
الرفاعي واستمرارها لتكون عملًا صالحًا يذكر له فيشكر عليه في حياته
ومماته.
بدأت ندوة الرفاعي عام 1382هـ وكانت تعقد في منزله في الرياض مساء كل
خميس، وتنقلت آخر حياته بين الرياض وجدة والطائف والأندلس، وهي أم مجالس
الأدب والثقافة المفتوحة، والرفاعي يرى أن جلسات العلم كتاب حي مفتوح
يشترك فيه أكثر من مؤلف، وأن الاستماع في الأساس هو وسيلة العلم الأولى
قبل أن يعرف الإنسان القلم والكتاب، وقد حذا حذو الرفاعي كثير من الفضلاء
واقتدوا به، فهي أم الندوات في بلادنا وأقدمها، وقد ألفت عنها كتاب «ندوة
الرفاعي» إثر وفاته عام 1414هـ، 1994م.
كان أحمد باجنيد من الذين يحضرون ندوة الرفاعي واستأذنه في أن تعقد في
منزله حال انتقاله إلى جدة أو الأندلس لتعود لدار الرفاعي إذا عاد وتم
ذلك، وبعد انتقال الرفاعي إلى رحمة الله تكفل أحمد باجنيد أن تستمر
الندوة، وتقديرًا لدور مؤسسها سماها «ندوة الوفاء» وقد أقام حفلًا
تذكاريًا عام 1432هـ بمناسبة احتفائها بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وأعدت
طباعة كتاب ندوة الرفاعي باسم «ندوة الرفاعي.. ندوة الوفاء»، محتويًا على
تاريخ الندوة في طورها الثاني.
أحمد باجنيد تاجر محب للثقافة وروادها، وذلك ما دفعه لرعاية الندوة كل
أسبوع في منزله وهو سليل أسرة علم لقبت بآل الفقيه لاشتغال رجالها بالفقه
والقضاء في وادي دوعن في حضرموت حيث ولد عام 1358هـ.
وإلى جانب العمل التجاري له إسهامات في الأعمال الخيرية والاجتماعية، وهو
عضو في عدد من الجمعيات الخيرية وداعم لكثير منها، لكنه عُرف بعمله
الجليل وهو رعاية ندوة الرفاعي من عام 1413هـ حيث صار لها برنامج ثقافي
تشرف عليه لجنة استشارية تجتمع في بداية كل فصل وتحدد عنوان كل محاضرة
واسم محاضرها، وموضوعاتها متنوعة مع الحفاظ على ما سنه مؤسسها بأن يكون
جزؤها الثاني قصائد للشعراء الحاضرين أو مختارة.
عرفته في الحضر وفي السفر، فعرفت فيه الرجل الأمين المهتم بالشأن العام،
المحب لأهل العلم والمثقفين، الداعم لأعمال الخير دون ضجيج أو إعلام، لا
يكاد يغضب ويقابل غضب الآخرين بابتسامة تمتص الغضب، والمأمول من ابنيه
حسين ومحمد أن يسيرا على سيرة والدهما فيعملا على ألا تغيب شمس الندوة
فيقابلا وفاءه بالوفاء له، ولهما فيه أسوة حسنة، وحبذا لو خصص لها وقف
يضمن استمرارها.
رحم الله أحمد باجنيد، فقد عاش كريما ورحل نبيلًا مذكورًا بالخير.
صحيفة المدينة السعودية