أضعتم شبابكم في الدراسة..!!
أضعتم شبابكم في الدراسة..!!
أخبار دوعن / مقال لـ حسين باحفص
نسمع كثيراً بهذه العبارة، التي يتردد صداها في مسامع كل طالب علم، لاندري هل هي بهدف تثبيط طلاب العلم للوصول إلى مقاصدهم وأحلامهم، أم مجرد عبارة يكررها البعض لعدم وصوله إلى المرتبة التي وصل لها طالب العلم؟ في كل الأحوال ماتلك العبارة إلا لترفع همة طلاب العلم وتزيد من طموحهم للوصول إلى الهدف الذي رسمه كل واحد منهم بإذن الله.
حديثي عن المجتمع الدوعني الذي لطالما أشتهر بالعلم والأخلاق والتنافس على الوصول إلى أعلى مراتب العلم، لكن مانراه في مجمعتنا من كسر همم الشباب وتحبيطهم عن إكمال علمهم وتثبيطهم من الوصول إلى الحلم الذي رسمه البعض، والبعض الآخر توقف عن رسمه بسبب تلك التفاهات التي لاتسمن ولاتغني من جوع، ونعلم جميعاً أن طلب العلم ليس أمراً بل فرضاً علينا كمسلمين.
بينما يظن البعض أننا نضيع شبابنا في الدراسة، يقول رسولنا الكريم صلوات الله عليه: “طلب العِلم فريضة على كل مُسلم وإن طالب العِلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر “.
و بينما يشفق علينا الكثيرون؛ لأنهم يعتقدون أننا نفني عمر الزهور عبثاً يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه، و عالم أو متعلم “.
وبينما يختار الغالبية الطريق السهل، سلكنا نحن ذلك الطريق الطويل الذي قال فيه رسول الله “من سلك طريق يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”، وما أجمل لذة الإنتصار عندما تسلك الطريق الصعب، ليس أنك أفضل من غيرك بل أن الله أعانك وتولى أمرك حتى تحقق مبتغاك.
ففي وادينا الحبيب ما إن يُكمل الإبن الصف التاسع حتى يزجُ به ولي أمره في عمل ويجعله يبتعد عن الدراسة وطلب العلم، على الرغم أن بعضهم لديه طموحات وآمال لإكمال الدراسة ونفع المجتمع، ناهيك أن بعض أولياء الأمور يُرغمون أبناءهم على الخروج من الصفوف الإبتدائية، بالرغم من قدرة ولي أمره للإنفاق عليه لإكمال الدراسة وطلب العلم.
مجتمعنا كسفينة تاهت بين أعماق المحيط فأستعان ربانها ببعض المنقذون الموجودون في البحر، لكن المنقذون إما يكونوا منقذين وإما يكونوا قراصنة؛ ولك حرية الفهم.!!
وكما قال الإمام علي-رضي الله عنه – :
ما الفضلُ إلا لأهلِ العلمِ إنهمُ * على الهُدَى لِمن استهدى أدلاء
وقيمةُ المرءِ ما قَد كانَ يحسِنُهُ * والجاهلونَ لأهلِ العلمِ أعداءُ
فقمْ بعلمٍ ولا تطلُبْ بهِ بدلاً * فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ