مقالات وكتابات رأي

الحراك الجنوبي كبعير المعصرة

يؤسفني ويحز في نفسي أن أصف هذا الحراك الذي طالما عقدنا عليه الآمال في تحريرنا من الاستعمار ولكنه حراك كبعير المعصرة ،أو دعني أصفه كالجيوش العربية للإستعراض والإبتزاز فقط ،والضحية هو الشعب الذي طالما صفق وصفر ثم يذبح كالشاة بلا ثمن.

لقد نظرت لإنجازات هذا الحراك فوجدته ينوح ويمزق ثيابه ويبكي بدموع التماسيح ،كالروافض منتظرين خروج المهدي المنتظر من سردابه .

تحررت شعوب وظل حراكنا يتفاخر بأنه أول من فجر الثورة للشعوب العربية ،ولسان حاله يقول علمته الرماية فلما أشتد ساعده رماني.

سنوات طوال لهذا الحراك المزعوم والمسيطر على عقولنا ولكننا نسمع جعجة ولا نرى طحينا ، كل مانتذكره في هذا الكابوس والمارد الجنوبي هو العلم والنجمة الحمراء ،ولكن لا نرى عملا ولا إنجازا ولا استراتيجية واضحة ،ولا ترتيب حمايات ،ولا عمليات سرية للقضاء على الخلايا النائمة .

دعني أظن وأكاد أجزم بأن هذا الحراك صناعة عفاشية بإمتياز، بمعنى ثورة مضادة للقضاء على الثورة الشعبية ،قيادات مصانة وحراكيين يمرحون في الفنادق ودول العواصم، كانت المهمة المناطة بهم ،تشتيت الثورة ،والقضاء على توسعها ،وزرع الخلايا النائمة.

عندما تم إحتلال أبين من القاعدة التي صنعها علي صالح، كانوا أقل من 200 فرد، سلمت لهم كل الأسلحة ،أين كان الحراك لينقض على هذه الحفنة المارقة ويستفيد من السلاح ليكون هناك حراك سلمي وثورة تحمي هذا الحراك وتقضي علئ الخلايا العفاشية؟!!!!

ولكن لم يحصل أي شي هذا الحراك بمثابة حزب نصر الله لحماية أسرائيل وأمنها فقط،ظل هذا الحراك يلعب بمشاعر المواطنين وبدأ بتقسيم المقسم أصلا ،هذا يتبع باعوم وذلك يتبع فلان ،وطبعا هذا بإعاز من مطبخ الثعلب الماكر.

احتلت المكلا بمجموعة صغيرة جدا لا يتجاوز عددهم صف أولى ابتدائي ،اختفى الحراك وذاب كالملح في الأرض ،سرقت البنوك والمحلات والمستشفيات ،بل والطامة الكبرى من ضمن اللصوص أعضاء من الحراك الجنوبي .

كان الحراك يوهمنا بملاييين المشاركين معه وأنهم فداء للجنوب ،ولكن أين الملاييين هذه عندما أحتلت أبين والمكلا والمهرة  ؟!!!!!
لا نريد ملايين ،نريد عشرون ألف فقط لكل محافظة لحمايتها من النهب والسرقة،ونريد حفظ الأمن للممتلكات العامة والخاصة .

أين دور القبائل التي كانت السند والظهر للجنوب ،أين تلك الأبواق والحناجر الذهبية ،التي صدعت رؤوسنا ،بأن الجنوب خط أحمر ؟!!!!
أظنها تتقاتل لأجل تقسيم الكعكة الجنوبية.

الأن جاءت النجدة من عاصفة الحزم ،وظنت أن هناك حراك شعبي سينفجر كالبركان في كل محافظة وحي حالما تأتي النجدة، وإذا به يرى الميدان بلا فرسان ،فأعتمد على نفسه وجلب الإماراتيين والسعوديين لحماية الجنوب وبعض من المقاومة البطلة من الجنوب الحر ،الذي سجلت تاريخها ،بأحرف من ذهب.

جاءت عاصفة الحزم وظنت بأن الحراك والقبائل بالجنوب وخاصة حضرموت ،هي المسيطرة على الأرض  ،وتخلصت من كل الخلايا النائمة،وأمنت مناطقها بقوة السلاح والرجال،فوجئت قوات التحالف بإحتلال المكلا من القاعدة بأعداد يخجل المرء ذكرها ،ولدينا قبائل يضرب بها المثل في التاريخ  والأصالة والشجاعة،ولدينا حراك ليس وليد اليوم أو الأمس ،بل حراك هكذا روج للسذج من المواطنين حراك قديم ومحنك،وقد رتب أوراقه وخيراته منذ قيامه، وفي اللحظة الحاسمة سوف ينقض كالصقر على فريسته،ولكن كلا من هذا لم يحصل فأستعان التحالف العربي بقوة من دولة السودان لحفظ الأمن والسكينة للجنوبيين بحراكها وقبائلها وأخص حضرموت.

ظل المواطن مغلوب على أمره ،فلم يجد حراك بل أصبح شباك ولم يجد قبيلة بل وجد قنبلة ،فتم تهريب السلاح والدعم بالمشتقات النفطية للحوثي وعفاش ،من محافظة حضرموت منذ تدخل التحالف العربي.

هل أخطأت في حرف واحد في نقدني وكشف الوجه الحقيقي للحراك والقبيلة منذ الاحتلال وإلى يومنا هذا ؟!!!!”

أعطوني منجزات الحراك والقبيلة على الأرض في المكلا وحمايتها لشعبها وممتلكاتها ،أعطوني منجزاتهم ،في ضبط الأمن والأمان في أي محافظة ماعدا عدن والضالع ويافع ،أتكلم عن حضرموت ،هذا الشعب الذي ظل يعاني بدون كهرباء ولا غاز ولا مشتقات نفطية ،وهو يمر من تحت أرجلهم وبحماية من أهلنا .

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى