حضرموت الوطن والأمل الكبير ..
يعتبر الإنتماء و الإخلاص للوطن جزء من الإيمان، وهما من أسماء أشكال المواطنة الشريفة،والمواطنة والولاء للوطن مفهوم لايتعارض مع المفهوم الديني بل يتفق معه ومطلوب شرعا,ومن ليس له أنتماء لوطنه فلن يدافع عنه ولا عن إخوانه المؤ منين، ويتمثل الإنتماء والإخلاص في رفض الحزبية المقيتة،والولاء للأفراد والانطلاق للعمل من مبدأ أن الانتماء والإخلاص للوطن،حضرموت هي وطننا الكبير والوطن هوأهم ما يضحي من أجلة أي أنسان فهو الأمل وهو المستقبل و هو الحاضر و هو الماضي أيضاً فالإنسان لكي يستطيع أن يكون له مستقبل باهر و جيد و نافع له ولأسرته و لعالمه كله يجب أن يكون ينتمى إلى وطن قوي و متماسك و صحيح و مترابط و غير متآكل او متهالك لكي يتمكن من تحقيق المستقبل الذي يتمنآه و يخطط له و يرضيه و يشبع حاجاته و يرضي طموحاته،والوطن هو الحاضر بالتاكيد لأن من لا وطن له لا يمكن أن يهنا او يسعد في حياته و حاضره ووأقعة وأن يستمتع بتفاصيل يومه ،فالوطن هو الحضن و هو الأمن و هو الأمان و هو الراحة و هو السكن و هو السند و هو الضمان و هو الحامي و هو الذي يجعلك تشعر بانك على قيد الحياة مع أٌناس ينتمون إلى نفس إنتمائك و يحملون نفس صفاتك و يعيشون وأقعك دون زيادة او نقصان،والوطن هو بالتأكيد الماضي فالوطن هو التراث و هو أثار القدماء و هو حكمهم و خبراتهم التي تركوها لنا لتنير لنا الطريق و تدلنا على الهدى و الارشاد ،و الوطن هو الملجاء و المحمى من التوهان و الحيرة بلا اصول او عرق او جذور او ماولى فمن لا ماضي له لا حاضر له و لا كيان و لا حقيقة،و كم يتعجب الانسان من حال الذي يغترب عن وطنة ويتركه و يرحل بمليء إرادته من الذي نصحه بذلك فهي أكبر غلطة يمكن أن يرتكبها في حياته مهما كانت حاله وطنه الأصلي ومهما كان وضعه المادي مدمر و متدني و متهالك و مهما كان وضع بلده الإقتصادي قليل و مزري و غير مرضي فمهما كان الوطن هوأفضل من أي مكان أخر فإن نار الوطن أفضل ألف مرة من جنة أي دولة أخرى لا تربطك بها جذور و لا تمتلك فيها أي حقوق و لا يخاف او يخشى عليك فيها أحد وليس لك فيها أي عزيز،فالان الانسان الذي قد جمع أمنياته وأحلامه و همومه وأشياءه وأمتعته و رحل عن بلاده و أوطانه التي تعاني من الإنحدارالإقتصادي و الخدمي والصراع السياسي والقتال والإقتتال على السلطة فيها و قرر السفر بعد أياس من حال البلد و قرر الهروب منه ،و قد رحل عن بلده ظنا منه انه بهذا الفعل سوف يرتاح و يعيش حياة رغيدة و سعيدة و هانئة حيث سوف يبدا حياة جديدة نظيفة راقية ناجحة و ذلك بعد ان تخلص من ذكريات الماضي الاليم و خيبات الماضي و بعدها يكتشف انه ربما اخذ متعلقاته و احلامه و طموحاته و غضبه معه و ربما يستطيع اخذ عائلته و أولاده معه لكنه أبداً لن يستطيع أخذ ذكرياته وأمانه في أحضان عائلته و لن يستطيع أخذ جيرانه و ذكريات طفولته و شارعه الذي نشأ فيه و جرى على أراضيه و لن يستطيع أخذ الاشخاص الذين أحبوه و ربوه و علموه و لن يستطيع اخذ هواء بلده و نسيم بلده و لن يستطيع أخذ حنين بلده و سمائها وأرضها و لن يستطيع أخذ رآحة باله في وطنه وإنتمائه و سعادته التي تركها هناك فان الإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح و هو شعور لن يشعر به الا كل إنسان مستيقظ الضمير أما كل من ماتت مشاعره فلن يشكل معه بعده عن الوطن أي فرق يذكر،حفظ الله وطني حضرموت وأهلها من كيد الكائدين وشر المعتدين الظالمين ..