مقالات وكتابات رأي

دعوة الأقلام في الكتابة عن المعالم والأعلام

دعوة الأقلام في الكتابة عن المعالم والأعلام.



أخبار دوعن / كتب: محمد عمر العطاس



اطلعت على كتاب صيف معالم وأعلام الذي أشار إلي به الدكتور عبدالله قنيوي، وهو من إعداد ثلة مباركة من أبناء صيف ويتناول سرد تاريخي واجتماعي وجغرافي ومعماري لمنطقة صيف خصوصا ودوعن عموما لأنه يحمل الكثير من التماثل بين قرى ووادي دوعن بما تعاقبت عليه من فترات تاريخية.

يهدف هذا الكتاب كما يشير كاتبوه إلى تسجيل مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ المنطقة جديرة بأن يطلع عليها جيل لم يعش تلك الفترة بل سمع عنها متفرقات غالبا يحكيها كبار السن كلما سنح لهم الأمر بذلك، ولذا فأتى هذا الكتاب يجمع بين دفتيه كل ماتفرق في سجل واحد ليكون مرجعاً مهماً في هذا الباب.

تحدث الكتاب ايضا عن نظام ( الموالة ) وهو كما عادة كل قرية من قرى دوعن يرتبط فيها هذا النظام بكل تفاصيل تلك الحياة ، ولذا فقد أوقف الخيرون أجود نخيلهم ومطيرهم على صيانة المساجد وأبارها وعمارة السواقي وغيرها الكثير من وجوه البر والخير. ولكن هذا النظام كغيره لم يصمد أمام مد الصناعة الحديثة فقد تراجعت القيمة الفعلية ( للحطب) مثلا أمام صناعة اسطوانات الغاز وتراجعت أيضا زراعة الارض أمام مصانع الغلال والدقيق … ولكن تظل الزراعة ارتباط بأرض بينما الصناعة ارتباط بالخارج ومتغيراته ومن هنا تبرز أهمية إعادة النظر في الإهتمام بالأرض في مجال الأمن الغذائي عند الإنسان الدوعني.

كذلك أشار هذا الكتاب إلى الجانب الصحي الذي كان يشهد قلة في الكادر الصحي في تلك الفترة إذ كان العامل الصحي أحيانا يأتي إلى منطقة صيف من الخريبة كما هو الحال مع المختص الصحي مبارك بالحول رحمه الله تعالى. وهذا يدل على ندرة الطواقم الطبية وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية آنذاك ، ثم قارن ذلك الحال على ما هو عليه اليوم من انتشار الأطباء ومساعديهم والمخبريين في كافة قرى هذا الوادي وهذا من لطف الله تعالى ورحمته.

المهم الكتاب مادة ثرية، ومعلومة قيمة قدمها أبناء هذه البلدة عن منطقتهم، وقد دعينا في مقال سابق لنا أنه إذا ما ستطاعت أي قرية من قرى دوعن أن تكتب عن أصالة تاريخيها واستطاعت أيضا أن تقدمه بصوره منهجية إلى أبنائها وأحفادها فإن ذلك لم يعد استثمارا في إثراء المعرفة وحسب ولكنه ايضا استثماراً في بناء الإنسان ووعيه بماضيه وذلك لاشك ركيزة مهمة لحاضره بل و لإشراقة مستقبله بإذن الله تعالى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى