رحل جعفر وماذا بعد ؟
في مجلس عزاء الشاب جعفر باعون الذي راح ضحية رصاصة ، انطلقت مّمن نسميهم العيون الساهرة ، فتجد رباطة الجأش موجودة لدى أفراد أسرة القتيل ، يتقدمهم والده العم صالح باعون الذي لاتتوقف لسانه عن الدعاء للمرحوم والإيمان بقضاء الله وقدره .. العم صالح باعون كان ولايزال مثالا للأب الصالح الذي ربّى أولاده فأحسن تربيتهم ومن بينهم القتيل الذي يقول أنه كان يتمنى أن يراه يخدم منطقة ودوعن كلها لكن .. قالها وكله حرقة على فقدان فلذة كبده .. كرّر أن جعفر ليس ابنه بل ابن دوعن كلها ..
رحل جعفر وكانت آخر رسالة أرسلها لأحد أصدقائه قبل الحادثة بدقائق ( ختاما وليس أخيرا
لاتورث لأبنائك أي أمور وأخبار سيئة عن أقاربهم مهما حدث بينك وبينهم .. دعهم ينشؤون بقلوب سليمة ، ونوايا صافية ،
علمهم حسن الخلق ،والوصل بالأقارب ، لعل الله يجعل حالهم أحسن من حالك ،
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
رحل بقلب سليم ، ونية صافية ، وأخلاق حسنة ، وبشاشة وجه ، يشهد بها كل من عرف هذا الجعفر .
رحل جعفر ولكن ماذا بعد الرحيل ؟ رحل جعفر ولم نر َ أو نسمع نعي له أو إيضاح لماحدث ! رحل جعفر ولم يتلقى أهله واجب العزاء الرسمي !!
رحل جعفر لكنه باق ٍ في قلوب أهله ومحبيه ورحل جعفر وقد أحبه الجميع حتى الذين لم يعرفوه وهذا دليل محبة الله له …. غادرت دنيانا ياجعفر وستأتي يوم القيامة برأسك لمن قتلك لتسأل عن سبب قتلك !!
وداعا ياجعفر وإن شاء الله ترتقي في جنة الخلد مع الصديقين والشهداء ولا نامت أعين الجبناء .. رحلت ونحن نقول ( كلنا جعفر ) .