مقالات وكتابات رأي

عدن الحوثي و ماذا بعد الحرب ؟

لا حرب تحدث فجأة , و لا حرب ينطفئ لهيبها المدوي فجأة , لا تزال اثار الاربعة اشهر تطوف عدن خاصّة و المدن الجنوبية عامة , مرورا بالخراب و الدمار و التشرد و انتهاء بالجرحى و المصابون , أتذكر جيدا اليأس عندما كان يحلق حول سماءنا , ذاك يأس معجون بالأمل فقط بالله تعالى , لعل هناك حكمة نجهلها , لعل هذهِ الحرب – ضربة – موجعة كي نستفيق من سباتنا الطويل , كي نشعر أن الأرض هي أغلى ما نملك , كي لا ننسى حقنا , كي لا نشعر أننا فقدنا الحياة و قلوبنا تنبض ليس إلا
لكن هناك سؤال يجب أن نسأله جميعنا ( ماذا بعد هذه الحرب ؟ ) ماذا يمكن أن يقدمه الفرد لبلاده , و على ماذا نحن قدمنا ندافع بالتحديد ؟
إن أي فجوة تحدث في جدار ما كانت بسبب فتق او ثقب صغير جدًا , لا يرى العقل المجرد , هذا الثقب هو ذاته الذي سمح للفجوة أن تكبر أن تتسع أن تصبح حربا , تماما مثله مثل الوطن و المجتمع , قمنا ندافع لأنه حقنا و حق أي انسان يريد أن يعيش حرّاً لا عبدا , قمنا ندافع لأنه الفطرة التي فطرنا الرب بها , لكن الحرية لا تقتصر على طرد المليشيات او على طرد فئة معينة جاءت للاعتداء ! ,
جهلنا بما سيحدث كان مصيبة ! عدم تأسيس جيش وطني يتبع الارض دائما كان مصيبة , سكوتنا هو ايضا مصيبة , نحن لم ننهض , لم نقاوم , لم نقل – لا – إلا لأننا نمتلك القضية منذ خمس و عشرون عامًا , تلك هي الفكرة التي زُرعت فينا , مثل ما زُرعت فيهم افكارًا – غريبة – افكارا وحشية و جاؤوا ليقذفونا بها .
الفكرة اساس كل شيء ! , الفكرة في التغيير , الفكرة في التعمير , الفكرة في الخراب , الفكرة القتل باسم الدين ! …. الخ
لا يوجد إنسانا يخلو من الافكار سواء أكنا سطحيون بهذه الافكار ام عميقين ,
بقي شيء واحد, إلا و هو التعاون لردم الهوة الكبيرة التي تكوّنت خلال هذه الحرب , بقي أن نستشعر أن لا ملجأ لنا إلا – وطننا – بقي أن نعمرها صح , أن نفتح لها أبوابًا نعلو بها نحو السماء , بقي أن ننفض عنها غبار سنوات الجهل و التخلف و إلا استمرت الفجوة بُنيت على أثرها العديد من المصائب و الكوارث !

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى