مقالات وكتابات رأي

عندما تصبح الدجاجة حاكماً ؟!

عندما تصبح الدجاجة حاكماً ؟!

اخبار دوعن / كتب/سالم بجود باراس

 

يحكى أن الكرة الأرضية في زمنٍ ما أنقلبت رأساً على عقب ، وعقد الفيل اجتماع طارئ لكل الحيوانات والطيور في الغابة ،وبعد كلمة مؤثرة من الفيل دمعت لها العيون ومفادها كيف الديك باع واشترى وخان الأمانة وباع الأمة ،لذلك قرر الجميع عزله وتم تنصيب الدجاجة السوداء مكانه ، أخذت الدجاجة تمشي تتبختر والديك يكاد ينتف شعرها وهمس قائلاً: دجاجة سوداء تحكم ديك مفتول الشنبات .حينها صرخت الدجاجة في وجهه قائلة : ستكون أيها الديك خادمي المطيع وإلا جعلتك عبرة لمن لا يعتبر ،كنت ذات يوم ديك نتشرف بحكمه وحكمته ولكن ما أن جلست على هذا الكرسي الذي يسحر كل من جلس عليه ويلتصق به كالمغناطيس ،خلعت إنسانيتك وضميرك ودينك ،وصار الكرسي هو الذي يملكك ويتصرف فيك ،حينها بطشت وظلمت ونهبت ،وها هو شعبك يموت جوعاً ،كنت أيها الديك الفقيه والعابد الذي يتشدق بالحقوق والواجبات لهذا الشعب المظلوم ،صفقنا لك وصرنا نهتف باسمك في المحافل وعلى المنابر ورؤوس الأشهاد ،ولكن الطمع والجشع جعلك إنسان بلا إنسانية واليوم ستحاسبك الدجاجة السوداء على كل درهم نهبته ،وما خفي علينا سوف يحاسبك به رب الأرباب ومسير السحاب ،وباقي عصابتك من الذئاب سوف تصطادهم آثامهم واحداً تلو الآخر.

ارتفع التصفير والتصفيق لهذه الخطبة الرنانة ، وبدأت الحجارة والسب والشتم تنهال على الديك ولولا حرس الدجاجة لمات ،وهكذا أغلق الستار على حقبة جديدة من الحكم لهذه الغابة .

يقول الراوي الصقر الأبيض ” لقد حضرت الاجتماع ودارت الأيام والشهور وأصبحت الدجاجة السوداء ذات سلطة قوية وبنت القصور والدور ، ورأت العالم الخارجي وتنقلت من دولة لأخرى ،وجمعت أمولاً عظيمة ، وشوهد شعبها يتسول في الطرقات ومات الكثير منهم بسبب الجوع والفاقة ،والعجيب أرضها تحوي ثروات عظيمة في بطنها ،وصدق المثل : “الشاة شاة سالمين واللبن لسيده”.

 

حينها يقول الصقر تذكرت أبيات لشاعر حضرمي اسمه سالم سعيد باصرة :

 

يالمستوي على الكرسي الدوّار **

إن ما حكمت الإدارة*

يصبح لغيرك تالي المشوار**

والصقر تكفيه الإشارة*

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى