غلاء المهور في اليمن وعزوف الشباب عن الزواج
عندما تصبح البنت سلعة مربحة تخضع لعادات وتقاليد هوجاء ما أنزل الله بها من سلطان ، فتلك ورب الكعبة قاصمة الظهر لمن أراد العفاف والستر من كلا الطرفين ، فالشاب يظل حائراً متململاً بين غلاء المعيشة وبين توفير متطلبات الزواج المجحفة في عالمنا الإسلامي وطبعاً الإسلام برئ منها برآءة الذئب من دم ابن يعقوب …
وحينها يعزف الشاب عن جمع مهر الأميرة ديانا ، ويلعن ويكفر بعادات وتقاليد موروثة ، جعلت من الشاب الذي يطلب العفاف والستر ، وعدم الوقوع في وحل الرذيلة والمعصية ، عبداً يحرق كل سنوات عمره لجمع المال لشراء الذهب والفضة وعدد ما شئت من أمور ظالمة وقاتلة للشاب …
لذا كثرت العنوسة بين الطرفين والسبب ورأس البلاء عادات تشبثت وألتصقت بجسد الأمة العربية والإسلامية وخاصة دول الخليج واليمن بصورة خاصة التى ترزح تحت خط الفقر المدقع وسؤ التغذية ، والصراعات القبلية وتقاتل الأحزاب على السلطة ، والضحية هو الشعب ، ولكن عادة الزواج لم تتبدل ولم تتغير لأسباب إجتماعية وكبرياء طغى على الضمير الحي والإنساني …
أين نحن من دين الإسلام فلقد زوج النبي عليه السلام أحد الصحابة ، وكان فقير ومعدم بخاتم من حديد ، فالإسلام ينظر للرجل من ناحية الدين والخلق ، والآن ينظر الأب لجيب العريس ودراهمه ولو كان سنه ستون عاماً ، زادت معدلات البطالة والفساد في اليمن بسبب الفقر المدقع ولكن هل تغيرت عادات المهور وتيسير الزواج ؟!!!
كلا وحاشا بل زادت طلباتهم وظهرت كارثة جديدة ومصيبة عظيمة اسمها ( الموضة ) هذا المصطلح الشيطاني أغرق اليمن في مستنقع الفساد والرذيلة ، وصار الشاب يلهث خلف الموضة ويشتري بأسعار باهضة ، لا تتناسب مع دخل الأسرة اليومي ،مما أرهقت الأب ، فالدخل محدود والمصروف اليومي ليس له حدود ، فمن هنا يمتهن المجتمع النصب والإحتيال والغش لكي يوفر المال ويلحق بركب هذا المجتمع المريض بكل صرخة وصيحة، وموديل جديد …
أما البنت فتظل كالكبش السمين تنتظر من يقرع بابها للزواج فلا تجد أحداً وتشيخ وتهرم وتتساقط أسنانها كورق الخريف ، والسبب عادة قبيحة ألف الناس عليها وتداولها الجميع كدستور يستحي الرجل العاقل اللبيب أن يميل عنه خوفاً من إلصاق به تهمة البخل والشح وعدم القدرة على زواج ابنه فلان ، فلزاماً عليه أن ينعق خلف كل ناعق ، فيظهر ابتسامة صفراء وخلفها يتقطع قلبه حسرة وندامة من ثقل الدين الذي سوف يلاحقه إلى قبره …
فهل من عودة للعقل والتمسك بالدين الذي جعلناه حركات جوفاء في المساجد لا روح لها ، فالدين المعاملة والتطبيق على الواقع وليس حفظ كلمات جوفاء لا تتفاعل مع المجتمع وتحقق مايصبو إليه الشاب والبنت والمجتمع بصورة عامة وفي كل شؤون حياتهم …
يحصل الزواج بعد طول مشقة وجهد ولكن سرعان ما تنفك حبال المؤدة بين الطرفين لأن هذه الحبال بنيت على جرف هار فانهار بهم سريعاً …
لذلك كثر الطلاق بشكل مخيف ومفزع في بعض المناطق ، وخاصة في حضرموت ، بلد الثقافة والعلم ، ولكن اتبعت كل ناعق فاصبح تكاليف الزواج عادة وكأنها عبادة ، لذا ظل الشاب ينتظر الخلاص من هذه العادات الفاسدة التي يمقتها ديننا ويحاربها ، ويدعو للتيسير ولكن ، هناك وفي خطب الجمع يهزون رؤوسهم ولكن عند التطبيق ، يقول لهذا الأمر لا أطيق ، فيغلظ ويشترط على العريس شروطاً تذبحه من الوريد للوريد …
وفي بعض المناطق بحضرموت هناك عادة سيئة وغريبة وهي كثرة الطلاق بشكل مخيف وأحياناً غير مبرر ،والسبب الرئيسي التكاليف الباهضة وتدخل الحماة في كل صغيرة وكبيرة لبنتها وذلك من أهم الأسباب لكثرة الطلاق بهذه المناطق …
فهل من عودة للإسلام لنعطي صورة مشرقة لهذا الدين روحياً وإجتماعياً واقتصادياً ؟!!!!
أو نظل كعادتنا نحن من يطعن ويقتل روح الإسلام بأفعالنا وعاداتنا والتي تعطي للآخر عنا فكرة سلبية تنفره من ديننا بدون أن نشعر أو نعمل لذلك حساب…
وأخيراً صدق رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول (( أقلهن مؤونة أكثرهن بركة ، وأكثرهن مؤونة أقلهن بركة )) هذا هو ديننا وهذه هي تعاليم الإسلام ، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، الوسطية في كل شي ، لا تتحمل مالا طاقة لك به ، لما تجعل بنتك سلعة وبضاعة للبيع والمزاد (( من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه )) هكذا يأمر نبينا ، دع عنك الموضة والعادات الظالمة القذرة لا تحمل الشاب فوق طاقته وترهق كاهله بما لا يستطيع
(( من شق شق الله عليه ومن سهل ويسر سهل الله عليه ، ومن فرج كربة للمؤمن ، فرج الله عنه في الدنيا ويوم القيامة هذه مقتطفات من دستورنا الإسلامي فهل نطبقها أم نؤمن ببعض الدين ونكفر بالشق الآخر …)).
الزواج من أكبر الكربات عند الشاب ، لا تجعل ابنتك حبسية خلف القضبان ، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه لا تجعل ابنتك بسببك عرضة للذئاب البشرية وللفسق والفجور لأن فترة المراهقة شديدة وصعبة للشاب والفتاة ، وأنت المسؤول الأول والأخير ، وستدعو عليك لأنك الظالم المجحف في حقها بسبب شروطك وخضوعك للعادات والتقاليد التي يبغضها الله ورسوله لأنها ظلم واضح لكلا الطرفين …)) هذه أهم بنود وركائز الإسلام وهي عامة شاملة لكل جوانب الحياة ، فهل من ضمير حي وإسلام حقيقي نتبعه ونطبقه على أرض الواقع لنقول للعالم هذه هي تعاليم ديننا الإسلامي ؟!!!.