فراسة مؤمن
في شهر يوليو 2014م سقطت مدينة عمران في قبضة مليشيات الحوثي الرافضي، وبدا
واضحًا للجميع أن التفكير الحوثي يتجه نحو العاصمة اليمنية صنعاء
واحتلالها،وبعد أيام قلائل من سقوط عمران في قبضة الحوثيين وصل إلى مدينة
المكلا عاصمة حضرموت الباحث الأستاذ/ على محمد باخيّل بابطين قادمًا من أم
القرى، وطلب بعقد لقاء موسع مع عدد من الشخصيات الحضرمية، وبالفعل عقد القاء
في بيت الدكتور عبدالله باحاج وحضره عدد من الشخصيات الحضرمية الاجتماعية
والقبلية والعسكرية، وكان لي شرف الحضور في ذلك اللقاء، وفي بداية القاء رحب
الدكتور عبدالله باحاج بالأستاذ البابطين والحضور جميعًا، ثم تحدث الأستاذ علي
بابطين عن سقوط عمران في قبضة الحوثيين، وفي أثناء حديثه توقع بأن يواصل
الحوثيون الزحف على العاصمة اليمنية صنعاء واحتلالها وفرض سياسة الأمر الواقع
تحت شعارات ثورية وشعبية أو أي مسميات اخرى، ثمتسأل في حالة حدوث هذا
السيناريو -وهو سقوط صنعاء بيد الحوثيين وانهيار الدولة اليمنية-ماهو موقفنا
في حضرموت؟ وماذاأعدينا لهذا اليوم؟ وهل لدينا رؤيا واضحة المعالم في حالة
حدوث انهيار الدولة المركزيه في صنعاء؟ وكان الجواب: لا.بعدها تقدم
الأستاذ/علي بابطين بخارطة طريق، الهدفمنها حماية حضرموت في حالة سيطرت
الحوثيين على العاصمة صنعاء وانهيار الدولة اليمنية من الفوضى، وتهديد السلم
الاجتماعي والحفاظ على الأمن العام، ومنع تمدد الحوثي الرافضي في اتجاه حضرموت
عبر تشكيل لجان أهليه في المدن الرئيسية مثل: المكلا،وسيؤن، والشحر، وغيرها من
مدن حضرموت على أن يتم تشكيل هذه اللجان في كل مدينة من أبنائها، ويرأس كل
لجنة عسكري حضرمي من أبناء المدن نفسها،ويتم إشراك كافة شرائح المجتمع الحضرمي
في هذه اللجان،ويتم إسناد مهمة الحفاظ على الطرقات الرابطة بين مختلف مناطق
حضرموت ومداخله لحلف قبائل حضرموت، وعلى رجال الأعمال الحضارم في الداخل وفي
المهجر توفير الدعم المالي اللازم لنجاح الخطة، وأبدى الحضور إعجابهم مع طرح
بعض الملاحظات،والتي تم مناقشتها، واتفق الحضور على عرض الخطة على قيادة حلف
قبائل حضرموت، وبالفعل تم الاتفاق مع قيادة الحلف على عقد لقاء بينهم في وادي
نحب، وتم تشكيل وفد من الحضور والذهاب إلى وادي نحب، وتم القاء مع قيادة الحلف
في وادي نحب برئاسة الشيخ /عمرو بن حبريش، وبحضور الأستاذ/علي بابطين،وبعد عرض
الخطة على قيادة الحلف أبدت قيادة الحلف تفهما للمرحلة الحرجة التي تمر بها
البلاد، وطلبت بعض الوقت حتى يتسنى للحلف دراسة الخطة، وانتظار ماتسفر عنه
الأيام القادمة من أحداث، والتواصل مع كل المكونات الحضرمية على أن يستمر
التواصل بين الجانبين وبعد أيام من عودة الوفد من وادي نحب التقيت
بالأستاذ/علي بابطين بجوار فندق موج وسألته عن نتائج زيارتهم لقيادة الحلف
ولقائهم معه فرد قائلًا -والحسرة على محياه-: لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا
حياة لمن تنادي.
وأخير إننا نشاهد ماتوقعه الأستاذ/علي بابطين يحدث في الساحة الحضرمية،فأصبحت
حضرموت مأوى للنطيحة والمتردية وما أكل السبع،ومرتع للتهريب بجميع أنواعه، ولا
أمن ولا أمان، ونحن معشر الحضارم نتفرج وكأن الامر لايعنينا لا من قريب ولامن
بعيد منتظرين المنتصر لنقدم له فروض الولاء والطاعة، والمشهد اليوم يكشف عن
فراسة ذلك الرجل وتوقعاته وحنكته السياسية.