كورونا فضحنا أكثر من أنه قتلنا!
كورونا فضحنا أكثر من أنه قتلنا!
اخبار دوعن / بقلم/ سالم باحبيل
قبل كورونا كانت حركة الحياة سريعة و وقتها ضيق وبالكاد تكفينا 24 ساعة لليوم الواحد والكل يحسب ألف حساب للوقت، فالعامل منشغل بعمله والطالب بدراسته والمدير بشركته وكلهم لديهم خطط و أعمال يتمنون لو يجدون لها متسعاً من الوقت ليقضونها وينتهون منها، وحجتهم جميعاً ضيق الوقت حتى إذا ما جاء زمن الكورونا فضحنا وجعل بدل الساعات والأيام من الفراغ جعلها أسابيع وشهور لا ندري كيف نقضيها سوى سبهللا. أين كل تلك المخططات والأعمال التي أجلناها بحجة ضيق الوقت؟ أين من كان يقول على قارئ الكتب أنت فاضي؟ أين من كان يقول لو عندي وقت أكثر لمارست الرياضة؟ بل أين من كان يقول لو عندي وقت لحفظت القرآن الكريم كاملاً؟ أو من كان يقول لو حصلت على وقت فراغ سأقوم الليل إلا قليلا أو أصوم صيام داؤود؟ كنا نتحجج بالوقت قبل كورونا حتى في عبادتنا لله- عز وجل- أما بعده فقد صارت حجتنا لو تفتح المساجد ونتخلص من الحالة النفسية هذه ونعود لأعمالنا لعبدنا الله حق عبادة، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا!
يجب أن نفهم ونعي أن ضيق الوقت ليس عذرا لعدم إنجاز الأعمال أوالتفرغ للعبادة، بل إن الركود والمماطلة تصيب الشخص بالإحباط والكسل فالإنشغال يولد الإنجاز والركود يولد الكسل.. وهذا ما قصده تشرشل حين قال ( إن أردت إنجاز عمل في وقته فأعطه لرجل مشغول)، وقد أتى كورونا ليثبت أن الوقت ليس حجة لنا في تقصيرنا بأمور ديننا أو دنيانا، وقد قال الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ )).
زمن الكورونا قد يطول وقد يقصر وكل هذا الوقت هو من أعمارنا، ويفترض أن نتضرع لله تعالى في هذا الوقت أكثر من غيره ونستغل هذه الساعات الفارغة لنملأها بما يفيدنا في الدنيا والآخرة بدل الانتظار دون فعل شيء فقد كان عمر ابن الخطاب- رضي الله عنه- يقول ( إني أكره الرجل يمشي سبهللاً، لا في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة)..
أخيراً أنصح نفسي وإياكم بصيام الست من شوال فهي كصيام الدهر ونسأل الله تعالى أن يرفع عنا البلاء و الوباء ويصلح أحوال المسلمين.