كيف نربي جيلاً مثالياً
تربية الأجيال ليس بالأمر الهين والبسيط ،فمتى حققت هذا الهدف السامي فأنت تتقدم الأمم الحضارية كاليابان والصين وأمبراطورة العالم الحالي (أمريكا ) التي تقدم وتؤخر في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الدول العربية والإسلامية …
ولها الحق والسلطة في كل ذلك لعدة أمور منها ، أنها تمتلك جيش عرمرم وقوة علمية وتكنلوجيا رهيبة ،وسلاح مدمر وصواريخ عابر القارات،هذه القوة، ستلتهم خمس دول عربية وإسلامية في يوم وليلة وستكون لقمة سهلة البلع …
العلم والسلاح والقوة والتكنولوجيا هم أساس هذه الغطرسة وفرض قوانينها الظالمة والمجحفة على من تريد من الدول الهزيلة والمشتتة أصلاً ،بل صارت ذليلة لأنها أهتمت بعرض الفاتنات والغانيات وآخر المسلسلات ،ولبس الموضة أخذت من الإسلام القشور ، والتشدد والنظر تحت قدميها والنتيجة يعرفها الجميع …
كيف نربي جيلاً يحمل هم دولة وشعب وأمة ؟!!
سنأخذ مثالاً محلياً بسيط في اليمن ،وبالتحديد في جنوب اليمن هناك مدرسة الغيل الوسطى ،هذه المدرسة أسطورة ومعجزة في إدارة العلم والثقافة بكل فروعه ومختلف مجالاته …
من هذه المدرسة العريقة ذات المنهج العلمي والثقافي تخرج العباقرة والمفكرين والمبدعين ، لن نطول، ولكن نترك الأمر للباحثين لكي نستنسخ في مدارسنا وجامعاتنا نسخ متطابقة كمدرسة الغيل الوسطى ،وأنا ضامن ومتيقن بأن نصنع جيل يحاكي اليابان والصين ونصنع من المستحيل المستحيل …
ينقص جيلنا المنهج العلمي الذي يبني ولا يهدم ،الذي يخترع لكي لا يركع ، نحتاج لمن يبني ويعمر …وليس لمن يخرب ويدمر ، صناعة الأجيال تبدأ بالعلم إذا وقفت لحظة لتأخذ أنفاسك فأعلم بأن حلبة السباق لا تعرف للراحة وقت ،كن متجدد فالعلم كالأنفاس متى نفذت تموت وينتهي خبرك وتفقد كل شئ …
لن ولن نلحق بركب العالم الحالي ناهيك محاكاته ، نداً لند إلا بالعلم ، هناك مقياس علمي لنعرف هل أصبحنا من الدول التي تهتم بالعلم لكي تكون دولة لها شان وقيمة ما يلي :
كم برآءة أختراع نحصدها كل عام ؟ كم عدد العلماء العباقرة في مجال التكنولوجيا وكل العلوم التي يعكف عليها غيرنا ؟ هل علماؤنا يزيدون ويتكاثرون ، كم عدد الإختراعات التي تلوي أعناق الغرب لها ؟ كم عدد المختبرات السرية والدراسات العلمية نملكها ونطورها لحماية الأمن القومي والدولة مستقبلاً ؟
هذا مقياس تقريبي لمعرفة هل نحن نبني جيلاً متسلحاً بالعلم والتكنولوجيا الحديثة ، ثم نخرج الأسواق بعد كل خمس سنوات لتقييم الجيل الجديد ، فإذا وجدته يقرأ وهو يمشي ،يعرض أطفاله أختراعاته في الأسواق والمحلات التجارية ،إذا رأيت وجوه مبتسمة ومشرقة ، إذا رأيت شوارع كأنها ياقوتة حمراء تتلألأ ، إذا رأيت ثم رأيت حياة تثلج الصدر ،فأعلم بأنك في بلد حصين ومحمي بأهله وجيله الواعد الصاعد …
ولكن إذا رأيت صراخ وعويل وصيحات وسب وشتم ولعن ، إذا رأيت وجوه عابسة وفرق ومذاهب وجماعات وأحزاب ،وشوارع كأنها روث البقر ،إذا رأيت حجرة تعترض الطريق لم يحركها أحد منذ سنة ،إذارأيت ثم رأيت شباب وجيل يتمنى الرحيل لتركيا وأمريكا وبلجيكا وغيرها فأعلم بأنك في بلد عم قليل سيتقاتل ويتناحر ويكون الجوع والمرض مصيره عاجلاً غير آجل ولا نقول إلا من زرع حصد ومن نام رقد .