لبنة مابين عبق الماضي والحاضر وتراث الأجداد
ما أجمل التي ترعرعت تحت كنفها ،ربتك صغيراً ،واحتضنتك كبيراً ،إذا هاجت أحزانك وكثرت همومك ،هرعت مسرعاً إليها ،فأثلجت صدرك وأزاحت همك وفرجت ما ألم بك…. إنها قريتك وتاج رأسك ،وترياق همومك وأحزانك ،هواءها نقي ،وسماءها ناصعة البياض وترابها مسك لمن أحبها وعشق جبالها وأوديتها ورمالها وأشجارها .
الموقع والتسمية :
جاء في قاموس المعاني
اللبنة : واحدة اللبن قالب مربع أو مستطيل مضروب من الطين يستعمل في البناء .
ولبنة : ذات لبن ،وشاة لبون ، بمعنى ذات لبن كثير وغزير .
لبنة هي إحدى أرياف مديرية دوعن وتعتبر من أكبر القرى مساحة وكثافة، حيث يبلغ تعداد سكانها حسب إحصائية 2008 م حوالي 5000 نسمة ويقطنها قبيلة آل بارشيد .
معالم أثرية :
أول ما يشد إنتباهك حصن لبنة التاريخي ،يخيل إليك أنك واقف تحت قلعة من عصر الفتوحات الإسلامية ،رائع في تصميمه وهندسته ،فقد بني عام 1415م ولازال شامخاً ،يحكي حقبة من التراث الأصيل .
وفي جهة الجنوب تقع عينك على حصن السرين الذي بني عام 860 هجرية وقد أثرت عليه السنون فأنهار الجزء العلوي منه في عام 1340 هجرية وتم ترميمه في عام 1421 هجرية .
ويمثلان الحصنان جناحي نسر تضمان بيوتات لبنة بفنها المعماري الفريد .
ويتوسط القرية مسجد الجامع الكبير الذي تم تجديده سنة 2004 م ويتسع المسجد لأكثر من 1500 مصلي .
التعليم
تم بناء مدرسة لبنة للبنين سنة 1962م وتم تجديدها عام 2012 م وتعتبر من أقدم المدارس بأرياف مديرية دوعن ويدرس فيها أكثر من 700 طالب، وعلى بعد أمتار توجد مدرسة البنات وهي منفصلة عن الأولاد تم بناءها في التسعينات وتتسع لأكثر من 400 طالبة ،لتنهل فتاة الريف من نبع العلم أسوة بأقرانها من الطالبات في المدن .
مستوصف لبنة الطبي :
وعلى سفح ربوة مشرفة على القرية تم بناء مستوصف طبي عام 2005م وتم افتتاحه رسمياً سنة 2013م بطاقم طبي متواضع لا يتجاوز عددهم الإجمالي السبعة أفراد مع مديرها عبدالله أحمد بارشيد ،والمستفيد من هذا المستوصف أكثر من 15000 مواطن من كل القرى المحيطة بلبنة والمديريات المجاورة ،ورغم شحة الإمكانيات إلا أن الطاقم الطبي يعمل بكل عزيمة وإصرار لإنقاذ الحالات الطارئة وعلاج المرضى ،لأنهم من أبناء قرية لبنة فمنهم: محمد يسلم باجويل، مساعد طبي، خريج المعهد الصحي بفوة ،ومحمد عبدالله باسوع تمريض مهني ،وهو خريج المعهد المهني بفوة/ المكلا / حضرموت .
عادات وتقاليد :
لازال أهل لبنة يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الشعبي مثل إكرام الضيف ،والتحكيم لشيخ القبيلة ،ومشاركة القريب والصديق والجار في أفراحهم وأحزانهم ،ومن أهم مايميز به هذه المناطق ظاهرة تفشي الأسواق التجارية والتي تستمر لعدة ساعات في اليوم المحدد لها، كسوق الجمعة الذي يتوسط لبنة، وسوق الأثنين بالفرضحة وسوق الأربعاء بوادي دوعن،وغيرها من الأسواق،وكلها تهدف إلى توفير حاجيات الناس كبيع العسل ،والأغنام ،والخضروات وبيع السلاح ،فهو سوق شامل لكل متطلبات البيع والشراء.
ومن عاداتهم الأصيلة تتم معظم الزواجات في العيد وذلك تقنين لعادات البذخ والإسراف التي تحصل في بعض المدن ،والمناطق الأخرى،ومن عاداتهم وتقاليدهم حفاظهم على تناول التمر كل صباح مع القهوة، وبعد صلاة العصر ،لذا تجدهم يتمتعون بصحة جيدة ونشاط وحيوية .