لمسة وفاء في زمن الجحود
_لمسة وفاء في زمن الجحود_
أخبار دوعن / كتب / صالح عبيد باسليم
صرنا نسمع ونعايش كثيرا من صور _الجحود_ المقززة .. جحود إبن لوالديه، صديق لصديقه، طالب لمعلمه.. وغيرها من الصور حتى ظننا لا وجود للوفاء والأوفياء في زمن أصبحت فيه المقاييس المادية والأنانية طاغية على منظومة القيم والمبادئ وأصبح ترقب العثرات والزلل مبررا كافيا لطمس معالم كل جهد ومعروف وخلق جميل اسمه الوفاء.
فإذا بلمسة وفاء تقطع فجأة مثل هكذا ظن وتفكير واخبرتنا انه لا زال للخير بقية , هذه اللمسة أتت من طالب بعد سنين طويلة من تخرجه من مدرسته الابتدائية في منطقة ( الخير بها ) كما يحلوا لأهلنا واحبابنا سكان الخريبة تسميتها به. مواطن تربى على الوفاء وامتزج به فعرف لأهل الفضل فضلهم ولأهل الحق حقهم فأقام حفلا تكريميا لمعلميه وإدارة مدرسته المتقاعدين.
هذه اللفتة كنا ننتظرها من المعنيين بشكل رسمي واساسي تجاه من اوصلهم إلى كراسييهم ومناصبهم ورتبهم في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي احالت من لهم الفضل عليهم إلى ما يشبه مجموعة من المعوزين الذين يمنعهم الحياء والعفة من سلوك طرق المتسولين عند أبواب المساجد والمحال التجارية لسد رمق أسرهم وتلبية متطلبات أبناءهم،ومع هذا يكابدون ويستمرون في أداء رسالتهم الشريفة وقلوبهم تملأها الحسرة ويعتصرها الألم ويجثم عليها الهم .
فشكرا جزيلا لصاحب هذه البادرة واللفتة واللمسة الوفية، لعلها توقض ضمائر من ينتظر منهم مثلها لا للتكرم على مربيهم ومعلميهم بهدية أو إكرامية، بل لإعطاءهم حقهم الذي انتقصوه ومنعوه عنهم .
فهل من صحوة ضمير تصرخ في وجه الجحود؟؟؟!!!