لن ينتصروا على المنصور
• الحرب اليوم لم تعد كما كان في السابق، تقليدية الوسيلة، وكلاسيكية النهج، بل تعددت واختلفت بتعدد أدواتها الحديثة، واختلفت باختلاف خطط الخصم، هذا تعريفٌ عام، واسقاطه على واقعنا يتجسد في حالات منها ما يتعرض له الرئيس هادي كـ شخص أولاً وكـ رمز للشرعية ثانياً، وكـ استهدافٍ لكل من ينتمي إليه ويُناصره.
• سهام الحرب على هادي بدأت منذُ أول يومٍ لتوليه رئاسة الجمهورية، في (2012م)، اختلف الجميع شمالاً فيما بينهم لكنهم اتحدوا على مناصبة هادي العداء، وأول السِهام التي ناصبوا العداء بها لـ هادي كانت استهداف نجل الرئيس هادي، جلال، زاعمين أن الرئيس يُهيئ الابن لخلافته!
• المنطق الواقع والعقل يقول أن الرئيس هادي الذي جاء خلفاً لمخلوع أراد أن يُورث الابن “أحمد” الحكم وهو يعلم أن المخلوع سقط بسبب سعيه للتوريث، وهو يعلم أيضاً أن المخلوع كلّفه تهيئة الرأي الشعبي لتوريث الابن (33) عاماً، ثم كان بحاجة إلى مثلها ليُورثه الحكم فعلاً، فكيف له أن يُكرر واقع من كان قبله، أيُريد فعل هذا ليسقط في يومه التالي من الحكم!؟
• لم يمضِ العام على توليه المنصب حتى راجت هذه التهم، وانتشرت في نطاق المطبخ الإعلامي الواحد وبوسائل إعلامه التي تعدّدت مرئية ومقروءة ومسموعة والإعلام الحديث أيضاً المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي، اتهموه زيفاً، ثم وزّعوا التهم في كل موقع من المواقع التي أُنشئت خصيصاً لترويج هذه الفتن، ثم خرجوا يُسائلون هادي على تُهمٍ هم أوجدها من العدم، وروّجوا لها ثم يُريدون فرضها واقعاً لإسقاط الرئيس!
• ومن كان يتزعّم اطلاق شائعات تهم التوريث؟
أنصار الابن “أحمد”، أنصار من سعى مخلوع اليمن لتوريثه الحكم، وهنا تكمن سخافة التهمة، وسذاجة الادعاء ضد الرئيس هادي ونجله جلال.
• دعا هادي سيم لعقد حواراً وطنياً، ثم تمخّض عن هذا الحوار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، فثارت النخبة التي كانت تحكم وعارضت بشّدة ما نتج عن مؤتمر الحوار، ومن مخاضات هذه المعارضة ولدت عداوة ثالثة للرئيس هادي مُضافة إلى عداوة الحوثيين له وأنصار المخلوع؛ هذه العداوة كانت تطبخ عداوتها تحت نارٍ هادئة، لكنها سرعان ما انكشفت، وتصدّر زعامتها الشيخ “الهارب” حميد الأحمر، لأنه كـ أقارنه “أحمد علي” و “السيء عبدالملك” رأوا في الأقلمة خروج الأقاليم الجنوبية عن طوعهم وعن سلطتهم، وما يترتب على هذا من فقدانهم للمصادر التي أثرتهم ثراءً فاحشاً، فـ أجتمع الثلاثة يكيدون كيداً عظيماً للرئيس هادي؛ وقبل هذا الكيد كان لحميد وأحمد سابقة في محاولة الاطاحة بهادي ليمسك أحمد السلطة وينوبه حميد، كما جاء في حوار الرئيس هادي مع صحيفة عكاظ السعودية.
• مضمار العداوة تجاوز حميد ليستأثر الاثنان “أحمد وعبدالملك” بمحاولة التفرد بالسلطة؛ فدخل الحوثيون صنعاء، بدعمٍ من المخلوع مستهدفين حكم الرئيس هادي، في مساعي استعادة التوريث لنجل المخلوع، بعد أن سُدت الأبواب أمامهم في جعل الشعب يُصدق شائعاتهم في زعمهم سعي هادي لتوريث ابنه، كي يثور الشعب الذي لم يقبل ضيم المخلوع، وبظنهم أيضاً سيُصدق قولهم ويخرج ضد ضيم هادي ونجله.
• ضيّق الحوثيون على حكم الرئيس هادي، ثم حُوصر، ثم وُضع تحت الاقامة الجبرية، وبعد مكوثه شهراً في الإقامة الجبرية تمكّن من الافلات من سجنه الاجباري والعودة إلى عدن، وهنا لا زالت تُهم الإفك ضد الرئيس هادي سارية، حتى وهو بعيداً عن عاصمته ومسلوب الحكم عنوة.
• وهنا تنوّعت التُهم وتعددت، فتارة يُمارسون إفكهم الأول، وأخرى يدّعون أنه يسعى لانفصال الجنوب عن الشمال، وثالثة يُرجون لتهمٍ لا قِبل له بها، وهكذا استمر منوال التهم يتوالى دون توقف.
• ما يتردد أحياناً في الجنوب بحق جلال هادي هو صدى لما أوجدته المطابخ الموالية للمخلوع، يأخذه البعض في الجنوب على سبيل التداول بحسن نية ودون ادراك منهم للمقصد منها، ومن ورائها وروّج لها.
• أبناء الجنوب، هو نداء لكم نداء الأخ لأخيه، لا تنجروا خلف شائعات ظاهرها مطالبٍ سطحية هدفها النيل من هادي ومن الجنوب، وما فشلوا في تحقيقه ضد الرئيس هادي وهو في صنعاء يُريدون فعله في عدن على أياديكم.
حذاري وإنّي ناصح.