مقالات وكتابات رأي

معاناة صفحة

معاناة صفحة

أخبار دوعن / كتب: عمر بانبيلة

● منذُ وضع أول حرف في هذا الصفحة البيضاء يأتي خبر ويحقق معنى العنوان، وتوقفت حينها عن تكملة كتابة الصفحة، لكن لم أقم بمسح العنوان… ومع مرور الأيام أشاهده وبطبيعة الحال هي النفس البشرية توّاقة للمعرفة والتقدم وحتى لو كان هناك مخاطر، ففي يوم من الليالي الممطرة واصلت ما توقفت عنه…

● …واصلت والأفكار متبعثرة، والعقل مشتت، لا أدري من أين ابدأ أو كيف أوصفه، هل ياترى سيفلح وسيحقق الهدف المراد، أم إنه سيمر ولن تصل الرسالة، ماذا عن العنوان؟! هل سيفي بالغرض أو أضيف إضافة لتتناسب مع من لا يقراء؟ … لكن ما هي إلا بضع ساعات ودقائق وربما لا تجتاز الثواني، يواصل الحبر ما يكتبه تلقائياً من نفسه فدعنا نقرأ معاً.

● نعم هو توقف بلا حدود، لكن توقف يصحبه مرور الوقت، وتوقف عن شيء معين مع مواصلة المسير في أماكن مختلفة، باسم مختلف وبرؤية مختلفة، بالطبع لأنه لا توقف لنا…

● بلا شك نحن مع الذي يخلط الليل بالنهار، للخدمة والمساعدة والتضحية، لكن ليس مع الذي يخلط النهار بالليل ويعلم انه عمله وواجبه، ويجب عليه أن يقوم به مهما كلفه الأمر، فعجباً لشعب لا يعي المسؤولية، ولا يعرف انه من واجبه أن يعمل هو كذا وكذا ويعمل فلان كذا وكذا، ويعمل كل شخص وفق الوظيفة التي ينطوي تحتها.

● هي الأيام، تصحبنا معها وترينا إنها ليست كما خططنا لها، وإنما كما هي تخطط لنا، ونحن نسير وفق ذلك، لكن بإمكاننا أن نتغلب عليها باستغلالها ونريها انها مخطئة، فليس كل البشر تمر عليهم أضحوكتها، وليس كل البشر يستغلونها.

● هي بالطبع الأيام وحدها من ترينا حقائق الأشياء، وتعلمنا أن ما اعتقدناه في السابق حقيقة صادقة، تكشفه لنا على حقيقة فاسدة، فربما في الأيام الأولى نعمل جاهدين لنشر الحقيقة الفاسدة، لكن ليس عيب أن نوضحها على حقيقتها عندما نكتشفها، لانه هذه الأيام لم تعد مثل الأيام الخوالي… الحقيقة فيها واضحة دائما، هي أصبحت كبَابٍ تدخله وبه بابان وكلهما متشابهان في جميع المواصفات، حتى التراب الموجود فيهما متشابه، إحداهم للحقيقة الفاسدة، والآخر للحقيقة الصادقة.

● هي معاناة بكل ما تقتنية الكلمة، وبكل ما تتضمن من معاني، فبكل مكان معاناة.. حتى مع الزمن معاناة… معاناة لا تترك جميل أبداً ، حتى بعد كل معاناة تصادفها بطريقك وتتخلص منها، وبعد أن أصبحت الصفحة البيضاء مكتضة بالحبر، تصادف أكبر معاناة في رفعها ونشرها معاناة لا تطاق مع تطور التكنلوجية إلا أننا في العصر الحجري ونحن لا نعلم.

● دعونا نبرز لكم مثال عن المعاناة، أنظر إلى واقعنا الإفتراضي وما يحدث وما يدور به وأبصر قليل ولا تتخذ إجابات متسرعة… ثم أنظر إلى الواقع الافتراضي (الإنترنت) وما يوجد به هل رأيت حجم التضارب والتضاد الموجود؟ والتي يعد نوع بسيط من المعاناة فكيف بما تبقى من معاناة!؟

● “التلميح أقوى من التصريح” هذا ما يميز هذه الصفحة وما يوجد بها بالرغم أن بدايتنا منه ونهايتنا منه بلا شك، أنت ستبحث وسترى المعنى الجوهري في الصفحة ستخطئ ربما أولاً … لكن ثق تماماً أنك ستجد ما تريده بين الأسطر ولكن يجيب عليك أن تدقق في كل سطر وتتذكر الأيام الخوالي… وتذكر جيداً أن لا شيء عظيم سهل.

● بدايتي مع هذه الصفحة كانت تعيسة وكاهلة علي وفيها من المشقة، ونهايتها ربما تكون قاسية فلا ندري ما يخبئ لنا الزمن ولكن لا نعلم… فربما تكون جميلة كجمال ما تخلده لنا الأيام.

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى