نسبتك في الثانوية لا تقلق بشأنها!!
نسبتك في الثانوية لا تقلق بشأنها!!
بقلم: سالم عوض بن سهل
صديقي خريج الثانوية العامة أيا كانت نسبتك ، مبارك لك النجاح، وقبل أن تخوض معي في قراءة الأسطر التالية، أريدك أن تنزع القلق على مستقبلك، وأعدك ستجد ضالتك، لأني سأعطيك حقائق تهدي من روعك.. وجرعات من الأمل، تكشف أسرارا لم تسمع بها من قبل.
كم هي نسبتك في الشهادة الثانوية؟حسنا.. لا تهمني النسبة! أعيد لك السؤال بشكل مختلف، هل أتممت المرحلة الثانوية بنجاح؟
إذا كانت إجابتك لا.. أنا راسب.. تعال بجانبي، أمسك يدي، ودعنا نفكر بكل عقلانية، ماذا لو أتممت الثانوية هذا العام؟ ثم دخلت الجامعة، وحصلت على البكلاريوس بحلول عام 2023م، ما الفرق بين ذلك؟ وبين أن تنهي الثانوية عام 2018م؟ وتحصل على البكلاريوس عام 2024م.
في عالم الأعمال، لا يفرق بين خريج هذا العام، وخريج العام الذي بعده، ما أريده منك أن لا تضع تركيزك على سنة تخرجك، وتنسى الشرط الأساسي الذي سيؤهلك للحصول على وظيفة، هل عرفته؟ بالطبع، إنها الخبرة..
لذا أريد منك أن تواصل دراستك العام الجديد بكل عزيمة وإصرار ؛ ليكتب لك النجاح، ثم تسلك التخصص المناسب لقدراتك وميولك في الجامعة، وتبحث عن عمل بسيط يكسبك الخبرة في تخصصك، أيا كان راتبه لا يهم!! ضع في بالك أن مسألة زيادة الراتب تؤجل إلى حين تخرجك، أنت الآن تحتاج فقط إلى خبرة..
قد يدور في ذهن البعض تساؤلات، هل يمكن أن أجد من يوظفني لأكسب خبرة العمل؟ أوه.. لا.. مستحيل ذلك، أو هل فعلا يسمح وقتي بالدراسة والعمل معا؟
هناك عدد من التخصصات تجد من سيوظفك فيها بسهولة، أما أخرى من الصعب إيجاد ذلك، إنني ألاحظ أنك الآن بدأت تهدأ، وتعجب بالحديث، إذن فالوقت مناسب لتسمع مني هذه النصيحة، بعد نصيحتي الأولى ” لا تقلق، واصل دراستك العام القادم، لا فرق بين خريج هذا العام، والعام الذي يليه من ناحية الحصول على “وظيفة”، سأخبرك الآن بسر هام يبحث عنه رجال الأعمال، وإذا ما وجدوه في شخصك، حتما ستكون في دائرة إهتمامهم، وستجد مقعد الوظيفة في اليوم الثاني ينتظرك.
سأعطيك بعضا من المهارات، لن تدرسها في الجامعة، فقط ستكتسبها من خلال تواصلك وتفاعلك مع الآخرين، وهذه المهارات هي:
1) مهارة القيادة.
2) العمل ضمن فريق.
3) فن إتخاذ القرار.
4) مهارات البيع والتسويق والإقناع.
5) المهارات التقنية واللغوية.
6) إدارة الذات.
7) مهارات حل المشكلات.
8) إدارة الوقت والتنظيم.
9) مهارة تكوين علاقات مع شخصيات بارزة.
إلتزم بتنمية التسع المهارات الآنفة الذكر، وأبشر بالوظيفة.. ومع هذا الحماس الذي أراه في عينيك، أقول: “عش حياتك بكل حب❤، وأستمتع بآخر سنة لك في الثانوية، دع الهم ينجلي”
والآخر الذي أتى بدرجة النجاح الإفتراضية، وأحزنه حصول صديقه على نسبة 97%، يجب أن يدرك أنه لا فرق بين نسبة 77%،ونسبة 97% !! أو أي نسبة أخرى أيا كانت !!
نجاحك في الحياة لا يتوقف على نسبتك، الناجح هو من يستثمر نفسه، ويلج بها في تخصص مناسب لإهتماماته.
من قال أن محصلة إمتحان الشهادة الثانوية، كفيلة أن تحدد مستقبلك؟ من قال أن مجموعة أرقام، تم ضربها لتكون نسبتك، هي التي ستحدد مصيرك؟
هذه محض أوهام، من ظن أن الناجحين في الحياة هم أصحاب الإمتياز في الثانوية فهو متخبط، هل تعرف مؤسس شركة مايكروسوفت؟ هذه الشركة التي لا يخلو كمبيوتر من برامجها، مؤسسها بيل غيتس، قد ترك تعليمه الجامعي أصلاً، وأسس شركته وعمره 20 سنة.
أدنوا مني أنت الآخر، ثم أجب على سؤالي، وأستمع لي بكل عقلانية، هل أنت مؤمن بتباين ذكاء الأفراد؟ هل تؤمن حقا أن لكل فرد إهتمامات خاصة به؟
بالطبع إجابتك ستكون نعم.. والآن تذكر معي مواد الثانوية – بقسميها العلمي والأدبي – دعنا نحصي بعضها، الرياضيات، الكيمياء، الفيزياء، الأحياء، الجغرافيا، التاريخ… الخ.
كل هذه المواد هل نسب الطلاب متساوية فيها؟ هل يوجد طالب راسب في جميع مواد الثانوية؟ ما أريد التوصل إليه هو أن كل طالب أيا كانت نسبته، لابد من وجود مادة أو أكثر يعشقها من بين مواد الثانوية، لذا يجب أن يضع تركيزه عليها.
التخصصات الجامعية تختلف نسبة القبول فيها، وتختلف موادها، لذا سجل في تخصص يناسب نسبتك، وبه المادة التي تعشقها، ثم اجتهد، واجتهد في تحصيلك الجامعي، وكن من أوائل الطلاب، متى ما أحسنت الإختيار، لن تتعب في مذاكرتك، لأنك تذاكر صفحات تعشقها.
والآن هل في ملامحك أي حزن؟ هل تفكر بصديقك الذي أتى بالإمتياز؟ حسنا اذهب هنأه على التفوق ? ،ثم عد إلي..
والآن هيا بنا نعود لحديثنا، هل تؤمن أنك ذكي؟ لا تقل لي: (لا)، اسمح لي أن أقاطعك، أنت ذكي! هل تعلم أنك كذلك؟ الآن أجبني.. إذا قلت: (نعم)، فقد يسرت لي قطع شوط كبير في إيصال لك هذه الحقيقة، وإن كانت إجابتك لا فلتنصت لهذه الحقيقة.
بالبحث والتجارب إستطاع العلماء التوصل إلى نتيجة أن كل فرد يتمتع بذكاء عال جدا، وهذا الذكاء يتفاوت نسبته من شخص لآخر، حيث أن للذكاء سبعة أنواع، منها على سبيل الذكر لا الحصر: الذكاء الإجتماعي، والذكاء الموسيقي، والذكاء التحليلي، وغيرها، وحتما كل واحد منا يملك ذكاء عال جدا من هذه الأنواع، ويتفاوت ذكاؤه في باقي الأنواع.
إذن أنت ذكي، وذكاؤك يحتاج إلى إكتشاف، وتوظيف في المكان المناسب، ودع الأيام تخبرك بذلك، فقط الآن.. تحلى بالعزيمة، وتحدى كل من حصل على نسبة أعلى منك، تحدي لا يفقدك أصدقائك، وإنما يرفع من معنوياتك لا غير.
والآن، هل تريد أن تقول شيئا؟ نعم.. فهمت سبب يأسك، نسبتك لا تؤهلك للدخول في التخصص الذي كنت تطمح له، أو أنك قلق بشأن عدم الحصول على منحة دراسية مثل صديقك المتفوق.
لا تتعجب من إبتسامتي هذه!! فعندي الحل!!
قل لي، ما التخصص الذي كنت تطمح له؟
ثم قل لي، متى بدأت تفكر فيه؟
ثم أجب، هل عقليتك في ذاك الوقت مثل عقليتك اليوم؟
صديقي.. لا تقل لي أن أهلك كانوا يتمنوا أن يروك طبيبا أو مهندسا ، وأنك قد خيبت أملهم بنسبتك الضعيفة، لا تقل أنك لا تريد فراق أصحاب الذين سيدخلون تخصص واحد مع بعض، وأنت ستبقى وحيدا، لا تقل صديقك – الذي أنا معجب به – تحصل على منحة دراسية في الخارج بينما أنت ستدرس هنا ولن يتحقق حلمك بالسفر.✈
هذه هموم لا صلة لها بالواقع، فالواقع يثبت عكس ذلك تماما، العاقل من اشتغل على نفسه،?والخاسر من إنشغل عنها.?
تخلص من البرمجة السلبية السابقة، التي وضعت تفكيرك نحو تخصص معين، ثم نسبتك جاءت مخالفة لأمنيتك، نجاحك لا يعتمد على أرقام، نجاحك يعتمد على ذاتك، والآن تذكر ما قد سبق وأن قلته لك: “ابحث عن نقاط قوتك، نقاط تميزك، المادة التي أنت متفوق فيها، وتملك فيها أعلى نسبة، ثم أرسم مستقبلك عليها في التخصص الذي يتناسب مع قدراتك، ومهاراتك، ورغبتك، والذي تتوفر فرصة وظيفية فيه بكل سهولة”.
وإلى أولئك الطلاب المتفوقين، نسبتك المرتفعة ليست ضمانا لمستقبل مميز لك، وإن كانت هي مؤشر لذلك، وهذا الإنجاز إن إكتفيت به، وثبطت بعده عزيمتك، ستنصدم بواقع مؤلم في الجامعة، ولن تجد هذا التميز، لذا واصل تفوقك بارك الله فيك..?
والآن أنقل أصدق التهاني والتبريكات لأوائل طلاب المرحلة الثانوية، ولجميع المتفوقين ممن تحصل على إمتياز، وإلى أؤلئك الذين قصدتهم في مقالي، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، ويكتب لنا النجاح في الدنيا والآخرة.