هذا هو الموت الذي يورث الحياة..
وقع على خبر استشهاد المرحوم بإذن الله تعالى عمر عبدالله (باجويد) باسلوم
الخمعي السيباني كالصاعقة
ورغم ما تربطني بالشهيد من علاقة طيبة فقد انتابني شعور بفخر واعتزاز ممزوج
بألم وحزن وبعد أن التقطت أنفاسي وخف وقع الصدمة شيئا قليلا حضرت وبشكل
تلقائي صور ومواقف وضحكات وأحاديث وذكريات جمة مع الشهيد عمر ذلك
الشاب الذي وثق فيه السيد المحضار ليعمل حارس في شركة المحضار للصرافة فرع
مدهون والذي كان أهلا للثقة ونموذج للتضحية والفداء واستبسل في الدفاع عما
أوتمئن عليه فما كان من اللصوص إلا التخلص منه حيث كان هجومهم غيلة و بشكل
مفاجئ ومع ذلك فقد
كان الحارس أمينا بحق ولا أدل على ذلك من مبادرة مجموعة اللصوص للتخلص منه
بإطلاق وابل من الرصاص أصابته في الصدر إحداهن لأنه ازعجهم ولأن من هو مثل
عمر لن يؤثر سلامة النفس ولن يخاف من اللصوص رغم كثرتهم وضعف المؤسسة الأمنية
والعسكرية في مديرية دوعن حيث مازالت وكرا للعصابات الإرهابية والإجرامية التي
تعيث فيها فسادا وتخريبا
وما توقيت فعل هذه الجريمة في الساعة العاشرة ونيف وعلى مرأى ومسمع ممن حضر
إلا دليلا قاطعا أن الحالة الأمنية والعسكرية وربما الاجتماعية في مديرية
دوعن ليست على ما يرام
رغم هذا كله ظل عمر يئن من إصابته ويصرخ ولم يستطع أحدا تحريك ساكن ربما لأن
عصابة اللصوص منظمة وممارسة وتعرف الموقع جيدا حيث استمرت في إطلاق النار بشكل
عشوائي في أكثر من اتجاه بهدف كسب المزيد من الوقت وتاخير وصول أي نجدة من
مواطن شهم يهب لنجدة مصاب يتألم ولست أدري هل بقي على وعيه أم فقده
ولكن الأهم أنه لم يفقد نفسه ولم يخن الأمانة وفعل ما كان ينبغي عليه فعله
وحينما انتهت لحظاته في هذه الدنيا الفانية ارتقى إلى جوار ربه شهيدا بإذن
الله فمثلك يا عمر سيظل حيا في قلوبنا في حياتنا في فكرنا في كل شيء فينا
فرحمة الله تغشاك يا أبا عبدالله وهنيئا لك هذه الحياة وما أجملها من خاتمة
وما أحسن ما خلفته لنا حينما كنت تعيش معنا أو اليوم حينما تحيا معنا فهذا
الموت هو الذي يورث الحياة بحق فلانامت أعين الجبناء
فنسأل الله لك الرحمة والمغفرة وللقتلة الفضيحة والقصاص العادل في الدنيا قبل
الأخرة وإن لله وإن إليه راجعون