مقالات وكتابات رأي

وتستمر حكاية الشجرة الخضراء

🔴وتستمر حكاية الشجرة الخضراء 🔴

اخبار دوعن / بقلم/ أحمد سالم القثمي

كثيرة هي الملهيات ومضيعات الوقت في زمننا هذا فبعضها قد نجد لها علاج والآخر من المستحيل تشخيصها ، قبل أيام صدر قرار المحافظ البحسني الذي دخل التأريخ من أوسع أبوابه بمنع دخول الشجرة الضارة التي حصدت الأخضر واليابس وكل شي ، فرفعت الأمهات الأكف بعد أن شاهدنَ أولادهن يمتنعون عن القات وأرتسمت الفرحة على أوجه الأطفال من خلال تواجد آبائهم يشاركونهم في البيت ، لكن هناك شباب يجري القات في دمائهم وقد رأيناهم يتنقلون لأماكن بعيدة للحصول عليه .

قبل يومان ركبتُ أحد باصات الأجرة للذهاب لقضاء بعض حاجيات البيت وبعد أن أخذت مقعدي أعترضنا شاباً ويبدو عليه آثار العمل فظنته سيركب معنا فخاطب صاحب الباص قائلاً: نريدك أن تذهب بنا مشوار لكي نشتري قات فقد أصبح غير متواجد داخل دوعن فرد سائق الباص: كم عددكم (بالعامية) ( أبغى حملة كاملة) فقال له : 14 راكباً وسيعطيك كل واحداً منّا ألفاً قال السائق : أنتظروني قليلاً وسأعود لكم ، وكان خلف السائق رجل مُسن فقال ياولدي هذا مشوار جميل(زين) وستحصل على مبلغ 14000 ألف ريال قد لا تكسبها في عملك اليومي ، فرد سائق الباص: ياعمي إذا أستلمت المبلغ فسوف أُخزن ب8000 ألف فالقات هذه الأيام سعره مرتفع جداً وأتغداء بالباقي وأشتري متطلبات القات من شراب ودخان وغيره فما كان من كبير السن إلا الإستقرار في مكانه وألتزم الصمت .

فلكم أن تتخيلوا أعزائي في أبطال هذه القصة ، فكبير السن فرح للسائق بالمال وتمنى له المزيد آملاً أنه سيطعم أسرة ، ولكن صاحب الباص كان لايفكر بما وراه وأبناءه ينتظرون ربع هذا المبلغ ليأكلوا شي بسيط ويشاركون أولاد الجيران اللعب وشراء الهدايا التي تدخل السرور عليهم ولايريدوا أن يراهم شخص وهم يمدون أيديهم ، والعامل لو أفترضنا أنه يتقاضى خمسة ألف ريال فالنتيجة ستكون قاسية ولن يعود لبيته إلا بخفي حنين ، فأي ضمير يحمله هولاء الذين أصروا على الذهاب لأخذ وشراء الشجرة الخبيثة وقد أُخرجت عشرات الكيلو مترات عن حدود مناطقهم ، فالفرصة مواتية للإقلاع والإبتعاد عن مجالس لم نرى من مخرجاتها إلا المرض وتفرق الأسر وعقوق الوالدين وغيرها، نسأل الله الهداية للجميع ودوام الصحة والعافية…

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى